تلقى الشبابيون خبر رحيل رئيس ناديهم خالد البلطان عن كرسي الرئاسة خلال الأيام القليلة المقبلة بحزن بالغ عبروا عنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إذ أكدوا بأن الكرة السعودية بأكملها ستفتقد البلطان وليس الشباب وحده، ويُعتبر البلطان أحد أفضل الرؤساء الذين مروا على الأندية السعودية إذ استطاع خلال الأعوام القليلة الماضية التي رأس فيها الشباب تحقيق إنجازات عدة له سواء على صعيد البطولات والألقاب أو خلق شخصية خاصة بشيخ الأندية وهو ما انعكس إيجابياً على المدرجات الشبابية كون ذلك ساهم بشكل كبير في زيادة شعبية النادي وهو الهدف الذي وضعه نصب عينيه عندما تسلم رئاسة النادي قبل ثمانية أعوام تقريباً. صفقة الجيزاني طمأنت الشبابيين .. وسياسة المحافطة على النجوم أدخلته قلوبهم وبالرغم من أن البلطان ارتكب أخطاء عدة سواء فيما يخص الفريق أو سياسته واصطدامه بأطراف أخرى إلا أنه يصنف على أنه أحد أفضل الرؤساء الذين جلسوا على كرسي رئاسة "الليث"، ولعل سياسته باستقطاب النجوم وعدم التفريط باللاعبين هي أولى السياسات التي جعلته يدخل قلوب الشبابيين، ولعب الجميع يتذكر مقولته الشهيرة في أول مؤتمر صحفي له عندما قال: "من يفاوض لاعباً شبابياً فسأفاوض فريقه بأكمله"، كما أن الضخ المالي الكبير الذي دعم به "أبا الوليد" الخزينة الشبابية طوال فترته الرئاسية أثمر عن تتويج الشباب بثمانية ألقاب رسمية في عهده هي كأس خادم الحرمين الشريفين (ثلاث مرات) ولقب الدوري (مرتين) وكأس الأمير فيصل بن فهد(ثلاث مرات)، بالإضافة إلى أربعة ألقاب دولية ودية هي بطولة النخبة وبطولة العين (مرتين) وبطولة رالدس في تونس، وعلى صعيد الفئات السنية توج الشباب بلقب دوري الشباب الممتاز ودوري الناشئين الممتاز وكأس الاتحاد السعودي لدرجة الشباب وبطولة البراعم، والتفت البلطان لبقية الألعاب في النادي إذ حقق الشباب نتائج مميزة في ألعاب القوى والطائرة وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية. هذه الأرقام والإنجازات تجعل المشجع الشبابي يحزن كثيراً على القرار الذي اتخذه البلطان بالرحيل، ولعل العزاء الوحيد للشبابيين أن البلطان وعدهم بدعم النادي والوقوف معه كعضو شرف شبابي بعيداً عن المناصب الرسمية بدليل أنه حسم للشباب صفقة مدافع الرياض حمد الجيزاني بعد أيام من إعلانه الاستقالة وهو ما يعزز حديثه ببقائه داعماً للنادي. صحيح أن ابتعاد البلطان عن رئاسة الشباب خسارة كبيرة لكن "شيخ الأندية" كيان شامخ وكبير ولن يقف على أحد، فالليث ولد كبيراً وسيظل كذلك حتى مع رحيل خالد البلطان الذي حضر بطلب من والد الشبابيين الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان والذي عُرف عنه حبه الكبير ودعمه للشباب منذ أن تأسس، فمن أحضر البلطان ودعمه ووقف معه قادر على إحضار غيره لإكمال ذات المسيرة المميزة. بعض الشبابيين يشعرونك من خلال أحاديثهم بأن ناديهم لم تشرق شمس بطولاته إلا في عهد الرئيس المبتعد خالد البلطان وهذا أمر غير صحيح، فالبلطان استلم الشباب وهو فريق بطل خزائنه مليئة بالبطولات، صحيح أن النادي قد يتأثر بشكل سلبي في الفترة المقبلة من رحيل البلطان لكنه قادر على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية بدعم والتفافة محبيه المخلصين. الشباب أحد أركان الكرة السعودية ويُعتبر من ثوابتها وكبارها، والكبار لا يسقطون بسبب رحيل رئيس أو إداري أو لاعب، والشواهد كثيرة، فالفريق الذي فرط في لاعبين كثر أمثال فواد انور وفهد المهلل ومرزوق العتيبي وصالح الداود وعبداللطيف الغنام ورضا تكر وغيرهم وخسر آخرين بسبب الاعتزال أو الإصابات أمثال سعيد العويران وعبدالرحمن الرومي وعبدالله الشيحان وراشد المقرن استطاع أن ينجب جيلاً آخر واصل مسيرة الجيل الذهبي وعانق الإنجازات والذهب. لذلك فالشبابيون مطالبون في الأيام المقبلة بالتفافة صادقة حول ناديهم ومع رئيسهم المقبل أياً كان اسمه، فالرئيس الفخري حريص جداً على مصلحة النادي ويعلم جيداً الرجل الأنسب للمرحلة، ومن الضروري أن تتكيف الجماهير الشبابية مع الوضع الحالي للفريق ورئيسه الجديد ومرحلة مابعد خالد البلطان من أجل مصلحة ناديها.