أقصت إدارتا الشباب والأهلي فريقهما من البطولة الأسيوية رغم إجماع الوسط الرياضي ومحبي وعشاق الفريقين بل والإدارتين على أن الخصمين اللذين أقصياهما ليسا بالقويين، وأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، لكن أخطاء الإدارتين الفادحة تسببت في الخروج السهل من الباب الكبير. استعداد الشباب والأهلي في الموسم الماضي كان على مستوى الحدث، أجانب يصنعون الفرق ومحليون على طراز رفيع ودكتا احتياط تجلس عليها أسماء لا تقل عن الأساسيين فنياً، وهو ما اختلف كلياً هذا الموسم والذي من المفترض أن يكون للأفضل بديهياً نظراً لوصول الفريقين لمرحلة متقدمة في البطولة القارية التي باتت الهاجس الأول للكرة السعودية. إدارة الشباب تفننت في إضعاف هجوم الفريق الذي بدأ الموسم الماضي بثلاثة مهاجمين متميزين : ناصر الشمراني والأرجنتيني سبستيان تيغالي ومختار فلاتة وشكل هذا الثلاثي قوة ضاربة تدك دفاعات الخصوم بلا رحمة وتئن شباكهم من سطوتهم، اتفقت الإدارة مع مختار فلاتة على بيع عقده ليبدأ الهجوم الشبابي بفقدان أحد أضلاع مثلث الرعب الهجومي الشبابي، حاولت الإدارة تدارك الخطأ وعوضت فلاتة بمهند عسيري الذي استقطبته من الوحدة ليبقى هجوم الشباب مضرباً للمثل في القوة حتى نهاية الموسم الرياضي بوجود الهدافين الكبيرين الشمراني وتيغالي وبديلهما عسيري، توج تيغالي تميزه وتوهجه بلقب هداف الدوري برصيد 19 هدفا ورغم بقاء مدة في عقده مع ناديه إلا أنه فوجئ بمكافأته بعرضه على قائمة الانتقال، ليقتنص الوحدة الإماراتي المهاجم الأول في الدوري السعودي وسط وعود شبابية أطلقها رئيس النادي خالد البلطان بتعويضه بمهاجم أفضل، تلقى الهجوم الشبابي الضربة القاتلة حين ألحقت الهداف التاريخي للنادي ناصر الشمراني بزميله الهداف تيغالي ليبقى مهند عسيري وحيداً في خط المقدمة الشبابي الذي سيخوض أكبر عدد بطولات في الموسم مقارنة بباقي الفريق (خمس بطولات) عوضت إدارة الشباب تفريطها بالمهاجمين باستقطاب "الصقر" نايف هزازي من الاتحاد، واكتفت بمهاجمين لخمس بطولات قاتلة قوة هجومها. لم تكتف الإدارة بهذا القدر وهي تبارك تخبطات المدير الفني السابق البلجيكي ميشيل برودوم عندما استغنت عن صانع الألعاب الأول في الموسم الماضي والعلامة الفارقة في الشباب مارسيلو كماتشو لتعوضه بلاعب وسط منتخب كولمبيا (غير الجاهز طبياً) لتشل القوة الهجومية "لليث". دفاعياً عانى الشباب الأمرَّين إذ اهتزت شباكه (48) مرة، ومع ذلك لم يشهد خط الدفاع الشبابي أو الوسط المتأخر أي دعم أو تغيير أو تجديد بل بقيت الأسماء المستهلكة تدافع حتى خرج الفريق من البطولة الأهم وتلقى ضربة موجعة بأربعة من الاتحاد. على الجانب الآخر سار الأهلي على نهج الشباب حين سرح عبدالرحيم جيزاوي وأطلق سراح يحيى عتين وكامل المر واستغنى عن عماد الحوسني وعوضه بالمهاجم الكوري سوك المتواضع فنياً والذي استبدله مؤخراً بالعراقي يونس محمود، ورغم مغادر بالومينو أسوار "قلعة الكؤوس" إلا أن بديله البرازيلي ماسيرو أخفق في الاسيوية وشكل عبئاً على الفريق بدلاً عن الإضافة. الضربة الموجعة للأهلي حين سرحت الإدارة ثنائي خط الهجوم عيسى المحياني وبدر الخميس وتبقى المصاب فيكتور سيموس في عيادة النادي. تفريغ ممثلي الوطن من النجوم واستبدالهم بلاعبين أقل منهم مستوى جعل أصابع الاتهام تتجه نحو خالد البلطان والأمير فهد بن خالد وإدارتيهما اللتين أضعفتا فريقيهما في وقت كانت تأمل فيه جماهير الناديين بالحلم الأسيوي.