الحديث عن الإرهاب ذو شجون متباعدة من التخويف والرعب وإخلال الأمن، والقول المأثور يقول: ( نعمتان مجهولتان الصحة والأمن) فالإرهابي يجني على نفسه في دنياه وآخرته، يقول الله عزوجلّ:(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا). فكيف من يقتل عمداً إنسانا بريئا في شأنه كما حصل في حسينية المصطفى في الدالوة بالأحساء وفي مساجد القديح بالقطيف والعنود بالدمام والمشهد بنجران وطوارئ عسير والصادق بالكويت وفي أمن بقيق، وما بين المسجد والحيدرية في الكوثر بسيهات. حوادث الإرهاب هذه ليست فقط قتل النفس البريئة التي وِجهتها الصلاة والذكر وجرح آخرين بعدد كبير، وإنما إخلال بالأمن العام ونشر الرعب والخوف وتهديد السلم الأهلي الذي عايشه المواطنون على مدى الزمن من شهور وسنين. الأجداد والآباء وهم في توجهاتهم العبادية في المساجد الواجب منها والمستحب، والذكر في مجالس المعرفة والعلم وخير القول في ذلك القرآن الكريم، قال تعالى:( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) فالإرهابي إن قتل نفسه في رهبانيته فهذا جزاؤه يلاقي الله تعالى بفعله ليعرف إن كان دخل الجنة ليعانق الحور العين أم دخل النار! ليعرف من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً، وإن كان هذا الإرهابي ومن معه تم القبض عليهم فيمكن بالجرم المشهود أن ينال جزاءه فوراً بقتله في موقع جريمته وهذا وقع حقا مع من قُتل في حسينية المصطفى بدالوة الأحساء، وهي أولى هذه الجرائم التي مر عليها أكثر من سنة، لربما يرتدع الآخرون من هذه الفئة أو يعودون للصواب والإصلاح عملاً بقول الله تعالى :(النفس بالنفس، والعين بالعين، والأذن بالأذن)، (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب). فالمقتولون في الصلاة بالمساجد أو مجالس الذكر والعلم والمعرفة أو في الأمن هم شهداء بريئون أما فئة الإرهاب ومن يضللهم فعليهم الأخذ بالحديث النبوي الشريف الذي يقول:( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ).