علمت "الوطن" أن الإرهابي مرتكب جريمة إطلاق النار في حسينية الحيدرية بسيهات أمس، قدم من محافظة وادي الدواسر، وأبلغت عائلته عن تغيبه لدى الجهات الأمنية قبل أسبوعين، وهو من مواليد 1417. وكان رجال الأمن تمكنوا من الإرهابي بعد أن فتح النار على مواطنين في الحسينية بسلاح رشاش وقتل خمسة أشخاص بينهم امرأة، وذلك في ثاني عملية بعد الدالوة يتبناها "داعش" واستهدف فيها مواطنين شيعة في شهر الله المحرم. سقط أمس خمسة شهداء بينهم امرأة، وأصيب 9 في حادث إطلاق نار من سلاح رشاش على حسينية الحيدرية بمدينة سيهات في محافظة القطيف، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل الإرهابي الذي أطلق النار وتحفظت على حقيبة مفتوحة تحمل كميات من الأسلحة والمواد وجدت في موقع الحادث. وذكرت مصادر أمنية أن مطلق النار شاب عشريني ترجل من سيارة أجرة وتوجه ناحية الموقع ليبدأ إطلاق النار بشكل عشوائي نحو بوابات الموقع لتبتعد السيارة التي أنزلته ويهرب مطلق النار راجلا بين الأحياء السكنية، وهو يطلق النار بشكل عشوائي قبل أن تتمكن القوات الأمنية من إصابته وقتله بالقرب من شارع الخليج العام بسيهات. مطاردة وقتل الإرهابي بدأ إطلاق النار على الموقع بعد نحو نصف ساعة من فتح بوابات المواقع وتجمع عشرات المواطنين بداخله، حيث تبدأ الفعالية الدينية في حوالي الساعة السابعة والنصف، فيما أطلق الجاني النار نحو البوابة الرئيسة للحسينية في الساعة السابعة والثلث ليتم مباشرة إغلاق أبواب الموقع من عدد من المتطوعين العاملين في الحسينية وإبلاغ الجهات الأمنية ليكمل الجاني إطلاق النار بشكل عشوائي ناحية البوابات النسائية ونحو عدد من البيوت القريبة التي كان يوجد بها عدد من النساء ويهرب بين المباني مطلقا النار بشكل عشوائي ليصيب أحد الأشخاص الموجودين في الشارع العام وتمكنت الجهات الأمنية من قتله. تمشيط الموقع واصلت القوات الأمنية محاصرتها الموقع وتمشيط المنطقة للبحث عن الأشخاص الذين نقلوا القاتل للموقع وهربوا بعد بدء إطلاق النار، وأمرت الجهات الأمنية الموجودين بداخل الحسينية بالبقاء في مكانهم لحين التأكد من سلامة الموقع، حيث تم إخراجهم من الموقع على دفعات حفاظا على سلامتهم. وفيما أكدت مصادر طبية استشهاد خمسة مواطنين بينهم امرأة ذكرت مصادر أخرى أن عدد الجرحى الموجودين بالمستشفيات نحو عشرة أشخاص. استغلال المناسبات الدينية إلى ذلك، ذكر الاختصاصي في شؤون الإرهاب والجريمة الدكتور ناصر الخليفي في اتصال هاتفي ل"الوطن" أن التنظيمات الإرهابية تحاول استغلال المناسبات الدينية في صالحها، موضحا أن ذلك يتم من خلال التعرف على الأوقات الخاصة بدور العبادة للتوجه إليها وتنفيذ عملياتهم، مثلما فعلوا في السابق في صلوات الجمعة وفي حادثة الدالوة بمحافظة الأحساء العام الماضي، مؤكدا أن منفذي هذه الجرائم لا يعدو كونهم أدوات تم توظيفها من أجل إزهاق دماء المسلمين، وزعزعة الأمن. بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية رئيس قسم الدراسات العامة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور شافي الدامر ل"الوطن" أن هدف التنظيمات الإرهابية من استهداف المناسبات الدينية التي تقام بدور العبادة زعزعة الأمن والاستقرار في البلد، وأيضا جعلها فرصة لإيصال ما يقومون به من أعمال إجرامية، وكذلك ترويع الآمنين. زرع التعايش ولفت إلى أن هذه السياسة اتخذتها التنظيمات الإرهابية من وقت بسيط، ابتداء من حادثة الدالوة وما بعدها، وهي تستهدف الطوائف كافة من شيعة وسنة، وكذلك رجال الأمن كما حدث في واقعة أبها، مؤكدا أن موقف المملكة واضح تجاه هذه الأعمال، وتسعى جاهدة إلى زرع التعايش، كما يحدث في عدد من المناطق والمحافظات. وكانت بلدة الدالوة في محافظة الاحساء شهدت في محرم العام الماضي حادثا أرهابيا استهدف حسينية البلدة وراح ضحيته 7 أشخاص.