تراشق زعماء الأحزاب السياسية في الجزائر وتبادلوا توزيع الاتهامات فيما بينهم، وذلك قبيل انطلاق الموعد الرسمي للحملة الانتخابية للبرلمانيات المقررة شهر مايو المقبل. لم يفوّت زعيم جبهة التحرير الوطني، صاحب الأغلبية في البرلمان المنتهية ولايته، الفرصة ليرد على شريكه الإسلامي في التحالف الرئاسي، وعلق مستهزئا بموقف حركة مجتمع السلم التي قررت مغادرة التحالف مطلع العام الجاري دون الاستقالة من الحكومة بقوله “الانضمام كان طواعية والانسحاب طواعية، لكن نقول لهؤلاء إذا كان اللحم حراما فحتى المرق حرام” وكان عبدالعزيز بلخادم يتحدث إلى عدد من مناضلي حزبه في مهرجان خطابي أقيم في ولاية داخلية، ووجه بلخادم سهام انتقاداته إلى أحزاب دون تسميتها في إشارة إلى جبهة التغيير الوطني التي اتهم منسقها الوطني عبدالمجيد مناصرة قيادة جبهة التحرير بعرقلة اعتماد جبهته لدى مصالح الداخلية، واعترف بلخادم أنه راسل الداخلية واعترض على تسمية الحزب نظرا للتشابه في الاسم المختصر بين جبهة التغيير الوطني مع حزب جبهة التحرير الوطني (ج.ت.و) وقال بلخادم أمام مئات من أنصاره “إن كنتم تخشون من الإقصاء فنحن نخشى من الاحتواء”. انتقادات لحركة مجتمع السلم وجه ميلود شرفي المتحدث الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الحكومة أحمد أويحيى نقدا لاذعا لحليفه السابق أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم بخصوص انتقاده تصريحات زعيم التجمع عندما هاجم أويحيى أردوغان واتهمه بالمتاجرة بدماء الجزائريين، وذلك إثر الحملة التركية على فرنسا بخصوص اعتماد قانون تجريم إنكار إبادة الأرمن، لكن زعيم حركة مجتمع السلم دافع عن أردوغان وقال شرفي “رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، عملة واحدة لاستعمار غاشم” كما انتقد توجه رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى البرلمان الأوروبي لتحريضهم على الجزائر. ولم يسلم بلخادم من تهجم المتحدث باسم حزب التجمع الذي كان يتحدث خلال فعاليات ملتقى المرأة لحزب التجمع بإحدى ولايات الشرق الجزائري، عندما وصف توقعات بلخادم في الاستحقاقات المقبلة ب”المنجم”، وأعطى بقية المقاعد على الأحزاب الإسلامية مشيرا أن مثل هذا الكلام “ينذر بدخول البلاد فيما لا تحمد عقباه”. وعلى غير عادته هاجم أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم (حزب إسلامي) زعيم جبهة العدالة والتنمية (قيد التأسيس) بعدما تردد من الالتحاق بتحالف الإسلاميين بهدف تقديم قوائم موحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي رحبت بها أربعة أحزاب إسلامية كبيرة، حيث توقع أبو جرة الذي كان يتحدث إلى مناضليه في تجمع شعبي بأقصى الجنوب الجزائري أن يفوز جاب الله بالانتخابات المقبلة وذلك في حال شقه للصف الإسلامي حيث قال “أما إذا سعى جاب الله لإفشال هذه المبادرة فسيجد نفسه يغرد خارج السرب” واعتذر جاب الله عن الالتحاق بمبادرة التحالف الانتخابي التي أطلقتها بعض رموز التيار الإسلامي في الجزائر، مبررا ذلك بانشغاله بالتحضير للمؤتمر التأسيسي لجبهة العدالة والتنمية، ولكن جاب الله خرج عن صمته أول من أمس عندما وصف هذه المبادرة أنها “مبادرة موجودة على الصعيد الإعلامي فقط” متسائلا “هل هناك فعلا مبادرة؟”مجيبا أنها “مبادرة على الصعيد الإعلامي فقط، وغرضها التشويش”. لم شمل الإسلاميين وقالت مصادر من محيط جاب الله ل “الشرق” إن موقف جاب الله من مبادرة التحالف الإسلامي مرده الإخفاقات السابقة في لملمة التيار الإسلامي، وأشار المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته إلى محاولات رأب الصدع بين حركتي النهضة والإصلاح اللتين أسسهما جاب الله ولظروف سياسية فضل مغادرة صفوفها تحت ضغط دوائر في السلطة، ولكن المصدر عاد فقال إن “الجبهة لم توصد الباب بشكل نهائي أمام هذه المبادرة حيث فضلت قيادة جبهة العدالة والتنمية تحديد موقفها بعد المؤتمر التأسيسي”. وعلى صعيد متصل أصدر مجموعة من العلماء في الجزائر بيانا دعوا فيه للحفاظ على استقلالية العلماء بصفتهم ملكا للأمة جمعاء، واتفق العلماء في بيانهم على أربع نقاط رئيسية تتعلق الأولى بدعوة علماء الجزائر إلى التعارف والتعاون والتنسيق فيما بينهم، أما الثانية فتتعلق بدعوةٍ وجّهها هؤلاء إلى السلطات لأن تضع مؤسسات الدولة يدها في يد أهل العلم، وأن” تفتح لهم الأبواب لتمكينهم من أداء رسالتهم وترشيد الأمة” كما دعوا الشعب الجزائري للالتفاف حول علمائه ومرجعياته أما النقطة الرابعة فتتعلق “بحفاظ العالم الجزائري على استقلاليته وأن يبقى بعيدا عن الصراعات السياسية والتنافسات الحزبية”.