سربت أوساط إسلامية محسوبة على جبهة التغيير قيد التأسيس بوادر تحالف بين جبهتي العدالة والتنمية بزعامة عبدالله جاب الله، وجبهة التغيير التي يتزعمها عبد المجيد مناصرة الوزير السابق والمنشق عن حركة مجتمع السلم (إخوان مسلمون) وأشارت تلك المصادر أن هذه المبادرة تحظى بمباركة جناح في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر. وكشف الهاشمي سحنوني عن مساعٍ يقوم بها بين الجبهتين لحثهما على التقارب وتوحيد صفوفهما حتى يسهل الطريق على قيادة الإنقاذ التي لم تتخذ موقفا من الانتخابات المقبلة، وأشار سحنوني العضو القيادي السابق في جبهة الإنقاذ في تصريحات صحفية أن “جمع شمل أبناء التيار الإسلامي واجب شرعي، لأن الدين الإسلامي يدعو لتوحيد صفوف المسلمين” معتبرا ذلك مصلحة استراتيجية، وفضل سحنوني أن تدعم جبهة الإنقاذ جبهتي التغيير والعدالة دون سواهما من بقية الأحزاب الإسلامية الأخرى التي انخرط معظمها في مبادرة التحالف الإسلامي في سبيل تقديم قوائم موحدة عن هذه الأحزاب. وترجح مصادر من جبهة الإنقاذ في الداخل أن قيادة هذا الحزب الذي بات مشتتا قد يتجه نحو دعوة الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات، كما لا يحظى الهاشمي سحنوني بنفس الاحترام والقبول لدى قواعد عريضة من جبهة الإنقاذ بحكم معاداته لقادة الإنقاذ منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. واستغرب مصدر من مبادرة التحالف الإسلامي هكذا تصريحات، وقال مصدر من المبادرة ل”الشرق” رفض الإفصاح عن هويته “تفاجأنا في مبادرة التحالف الإسلامي دعوة البعض من الإسلاميين إلى إقصاء البعض الآخر من أبناء التيار الإسلامي” متسائلا إن كان من همه توحيد التيار الإسلامي؟. وتغازل أغلب الأحزاب الإسلامية قواعد جبهة الإنقاذ التي تمثل مخزونا استراتيجيا من الأصوات المقدرة بنحو ثلاثة ملايين صوت، باتجاه قلب المعادلة بعد نحو عقدين من تاريخ إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي فازت بها جبهة الإنقاذ بأغلبية مقاعد البرلمان ولكن النظام ألغى نتائج تلك الانتخابات فتوقف المسار الديمقراطي ودخلت البلاد في دوامة من العنف. ومن جهته حذر أبو جرة سلطاني في مهرجان خطابي “أن يتجرأ أحد على التلاعب في الانتخابات القادمة خوفا من هبوب رياح الربيع العربي على الجزائر في حالة تزوير نتائج الانتخابات”، كما رحب سلطاني أحد أبرز أحزاب التحالف الرئاسي الذي قرر فك الارتباط بحزبي التحالف الحاكم بالإجراءات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات. كما وجه رئيس حركة مجتمع السلم نداءه للشباب للمشاركة بقوة في الانتخابات لإحداث التغيير الإيجابي.