اتفق قادة ثلاثة من الأحزاب الإسلامية الجزائرية على الدخول بقوائم موحدة للانتخابات البرلمانية المقررة الربيع المقبل. وكشف مصدر قيادي في التحالف الجديد ل “الشرق” أن كلا من “أبو جرة سلطاني” رئيس حركة مجتمع السلم، وفاتح ربيعي أمين عام حركة النهضة، وحملاوي عكوشي أمين عام حركة الإصلاح الوطني، اتفقوا خلال اجتماع مغلق وبحضور أصحاب مبادرة التحالف الإسلامي على وثيقة مبادئ منها العمل على إحداث تغيير ديمقراطي في البلاد وأن يكون هذا التغيير متى ما حدث سلميا وهادئا. كما أنه لا يصح أن تبقى الجزائر استثناء في موجة الربيع العربي، مع فتح المجال أمام الحريات وتكريس إصلاح سياسي يتماشى وطموحات الشارع الجزائري. وعلم مراسل الشرق، أن عبدالله جاب الله زعيم جبهة العدالة والتنمية وهي حركة قيد التأسيس، وعبدالمجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير، المنشق عن حركة مجتمع السلم، تخلفا عن هذا الموعد، بعدما وجهت لهما الدعوة لحضورهذا الاجتماع في بيت أحد القياديين. وبرر القيادي البارز في جبهة العدالة والتنمية في اتصال هاتفي مع “الشرق” أن حزبه يرفض هذه المبادرة، على خلفية الخلاف بين جاب الله ومنسق المبادرة عزالدين جرافة المنشق سابقا عن حركة النهضة التي أسسها عبدالله جاب الله، وقال بن خلاف “صاحب المبادرة لا يؤمن بفكرة التقارب بين أبناء التيار الإسلامي، فهو الذي أفشل مساع الصلح والتوحيد التاريخية بين أبناء حركة النهضة”. مشيرا إلى أن جبهة العدالة والتنمية غير معنية بهذه المبادرة، في حين تكتمت جبهة التغيير التي أسسها منشقون عن حركة مجتمع السلم (إخوان مسلمون) عن الإدلاء بأي تصريح، ولكن عبدالمجيد مناصرة صرح في وقت سابق أنه يرفض التحالف مع حزب مايزال يشارك في الحكومة، في إشارة إلى حركة مجتمع السلم التي يقودها أبو جرة سلطاني، التي فكت ارتباطها بحزبي التحالف الرئاسي ولكنها أبقت على وزرائها في الحكومة. وكشفت مصادر قبل أيام عن مبادرة مماثلة ولكنها اقتصرت بين جبهة العدالة والتنمية بقيادة عبدالله جاب الله، وجبهة التغيير بقيادة الوزير السابق عبدالمجيد مناصرة، والتي بادر بها أحد قادة الإنقاذ الشيخ الهاشمي سحنوني، ولكن معالم هذا التحالف لم تظهر معالمه بعد. وفي كلمة لافتة وجهها أحمد أويحيى زعيم التجمع الوطني الديمقراطي (الحزب الحاكم) دعا مناصريه إلى تجنب ما أسماه “الارتباك أمام خطابات أممية تهدد وتبشر بتسونامي في العاشر من مايو المقبل، استنساخا لتجارب جيران وبلدان شقيقة”. في إشارة إلى سيطرة الإسلاميين في دول الجوار على مقاعد البرلمان، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري لن ينجرف وراء الخطابات التي تبشر “بتسونامي إسلاموي”. في حين هاجم مسؤول المكتب الولائي للحزب الحاكم في العاصمة الإسلاميين بقوله “إن الذين يروجون للنموذج التركي يريدون في الحقيقة الترويج لإسلام حلف أطلسي”.