قال مسؤولون إن سيارة ملغومة قتلت تسعة على الأقل في عملية انتحارية استهدفت مطارا عسكريا في شرق أفغانستان اليوم الاثنين في أحدث واقعة واحتجاجات منذ العثور على مصاحف محروقة في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي. ولم يرد مؤشر رسمي على أن الانفجار الذي وقع عند بوابات مطار جلال أباد مرتبط باحتجاجات وأعمال شغب أخرى سقط خلالها قتلى رغم أن حركة طالبان سارعت بإعلان مسؤوليتها عن الهجمات باعتبارها “انتقاما” لحرق المصاحف. وزادت حدة المشاعر المناهضة للغرب بصورة كبيرة منذ العثور على المصاحف المحروقة في القاعدة الرئيسية لحلف شمال الأطلسي بأفغانستان. وقالت وزارة الداخية في بيان إن 12 شخصا أصيبوا بسبب انفجار السيارة الملغومة عند المطار والضحايا فيما يبدو من المدنيين والجنود الأفغان ممن كانوا يحرسون البوابة. وقالت متحدثة باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي في إقليم ننكرهار وجلال اباد عاصمته إن الانفجار لم يحدث خسائر داخل المطار العسكري الذي تستخدمه قوات إيساف.وتزايدت أعمال الشغب في أنحاء أفغانستان على مدى الأسبوع المنصرم على الرغم من اعتذارات من زعماء أمريكيين منهم الرئيس باراك أوباما وقادة عسكريون. وأصيب سبعة مدربين عسكريين أمريكيين أمس الأحد عندما ألقيت قنبلة على قاعدتهم في شمال أفغانستان. وأصبحت هتافات مثل “الموت لأمريكا” هتافا شائعا خلال الاحتجاجات كما رفع بعض المتظاهرين الراية البيضاء لطالبان.ومع عدم ظهور مؤشرات تذكر على انحسار الأزمة قال السفير الأمريكي لأفغانستان إن الولاياتالمتحدة يجب أن تقاوم الحاجة الملحة لسحب قوات من أفغانستان قبل الموعد المقرر. وقال السفير رايان كروكر لمحطة (سي.ان.ان) الإخبارية في مقابلة من كابول “التوترات متزايدة جدا هنا.اعتقد أننا بحاجة لأن نترك الأمور تهدأ والعودة إلى مناخ طبيعي بشكل أكبر ثم نبدأ في العمل.” ومضى يقول “هذا ليس وقت اتخاذ قرار بأننا فرغنا من مهمتنا هنا. علينا مضاعفة جهودنا. علينا تهيئة وضع لا يجعل تنظيم القاعدة يعود.”وبموجب اتفاق دولي من المقرر أن تنسحب القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014 وهي عملية تجري حاليا بالفعل. وأسفرت الاحتجاجات التي قامت منذ اكتشاف حرق المصاحف عن مقتل أكثر من 30 حتى الآن وإصابة 200 على الأقل منهم جنديان أمريكيان قتلهما بالرصاص جندي أفغاني انضم للاحتجاجات في الشرق. وفي مقابلة أجريت مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من الرباط قالت إن العنف “خرج عن السيطرة ولابد من وقفه”. وأدى إطلاق النار من مسافة قريبة على ضابطين أمريكيين داخل وزارة الداخلية المحصنة في كابول يوم السبت إلى زيادة الشعور بعدم الارتياح بين الغربيين وعمق الانقسام لدى نظرائهم الأفغان. وأعلنت طالبان مسؤوليتها أيضا عن إطلاق النار في وزارة الدفاع، لكن وكما هو معلوم فإن طالبان كثيرا ما تبالغ في إعلان المسؤولية عن هجمات تستهدف القوات الغربية. رويترز | كابول