أعلن الجيش المصري أمس أنه أطلق «عملية شاملة» في الشيخ زويد ورفح والعريش بشمال سيناء «للقضاء على العناصر الإرهابية»، مؤكداً أنها أسفرت حتى الآن عن مقتل 29 «إرهابياً» وعسكريين اثنين. وتعد شمال سيناء معقلاً للمسلحين المتشددين، الذين يستهدفون قوات الأمن والجيش بشكل متواصل منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013. وأكد بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية نشر على موقع المتحدث العسكري الرسمي على فيسبوك وبثه التليفزيون الحكومي بدء العملية الشاملة «حق الشهيد» فجر الإثنين «للقضاء على العناصر الإرهابية في رفح والشيخ زويد والعريش بشمال سيناء» وهي معقل جماعة أنصار بيت المقدس الجهادية، التي بايعت تنظيم «داعش» وأطلقت على نفسها اسم «ولاية سيناء». وتبنت هذه الجماعة معظم الهجمات الدامية في شمال سيناء ضد الجيش المصري، الذي يعلن بانتظام قتل عديد من الجهاديين في هجمات يقوم بها رداً على هذه الاعتداءات إلا أنه يصعب التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة. وأوضح بيان الجيش أن «القوات المسلحة وعناصر من الشرطة المدنية» تشارك في هذه العملية، وأنها «داهمت البؤر الإرهابية للقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها». وتابع البيان أنه «تم قتل 29 عنصراً إرهابياً وتدمير عدد من العربات والأدوات»، التي يستخدمونها. وأكد البيان أنه أثناء العمليات «انفجرت عبوة ناسفة في إحدى مركبات القوات المسلحة أدت إلى استشهاد ضابط وجندي وإصابة 4 آخرين». وأشار بيان الجيش إلى أن العناصر المتخصصة في القوات المسلحة تقوم «بتطهير المواقع والمنشآت والطرق الرئيسة من العبوات الناسفة، التي قامت العناصر الإجرامية بنشرها». وكثيراً ما تتسبب هذه العبوات الموضوعة على جانب الطرق، التي تستخدمها الآليات العسكرية في شمال سيناء في قتل عديد من أفراد الجيش والشرطة. وشدد البيان العسكري على أن «القوات المسلحة تواصل عملياتها» في شمال سيناء. والخميس الفائت، جرح ستة من جنود حفظ السلام الدوليين في مصر بينهم أربعة أمريكيين في انفجار عبوتين ناسفتين وضعتا على حافة طريق في شمال سيناء، التي يتمركز فيها هؤلاء الجنود للمراقبة بموجب اتفاق السلام الذي وقع في 1979 بين مصر وإسرائيل. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائد الجيش السابق، أصدر في اليوم الأخير من يناير الفائت قراراً بتشكيل «قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب برئاسة اللواء أركان حرب أسامة رشدي عسكر» قائد الجيش الثالث الميداني، الذي جرت ترقيته إلى رتبة فريق. وهو القرار الذي اعتبره محللون يهدف إلى توسيع العمليات العسكرية في سيناء ضد الجهاديين.