فشل مجلس النواب اللبناني أمس في انتخاب رئيس للبلاد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. وهذه هي الجلسة الثامنة والعشرين على التوالي التي يؤجل فيها البرلمان انتخاب الرئيس منذ مايو 2014. ولبنان بلا رئيس ومهدد بأزمة جديدة بعد اندلاع سلسلة من الاحتجاجات الغاضبة بعد أن فشلت الحكومة في الاتفاق على سياسة للتخلص من المخلفات مما ترك شوارع بيروت مكدسة بالقمامة. وقال النائب اللبناني بطرس حرب «الناس من حقهم برأيي الناس إن يتحركوا.. اليوم هو أحد مظاهر المؤامرة على النظام السياسي في لبنان وأنا اعتقد أن من واجب كل نائب أن يأتي إلى مجلس النواب ويمارس حقه وواجبه بانتخاب رئيس جمهورية، وعدم حضوره هو مساهمة في ضرب النظام السياسي». وقال نائب آخر إنه يتفق مع مطالب المتظاهرين لكنه مع بعض أساليب حركة «طلعت ريحتكم» التي تنظم المظاهرات. أضاف النائب عمار حوري من حركة المستقبل «الحراك في الشارع أيضا يطالب.. جزء من مطالبه انتخاب رئيس يعني نتلاقى في هذه الجزئية. ومطالب الحراك في الشارع هي مطالب الناس. أمور حياتية ومعيشية. يطالبون بمعالجة موضوع النفايات، الكهرباء..انتخاب رئيس للجمهورية. تفعيل عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء. وهذه أمور محقة. ومن جهة أخرى قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أمس إن أي «احتلال أو اعتداء على مؤسسة عامة سوف يتم حسمه من اللحظة الأولى تحت سقف القانون وبالقوة إذا لم يستجب المعتصمون». وصرح بذلك بعد يوم من سيطرة محتجين لفترة وجيزة على وزارة البيئة. ويشهد لبنان سلسلة من الاحتجاجات بشأن أزمة القمامة التي أدت إلى تراكم أكوام منها في الشوارع في الأسابيع الأخيرة وفجرت غضبا بشأن الشلل السياسي. ودخل عشرات الناشطين من حملة «طلعت ريحتكم» مبنى وزارة البيئة الثلاثاء وطالبوا وزير البيئة بالاستقالة. وأضاف المشنوق في مؤتمر صحفي بثه التليفزيون أن أي اعتصام سيجري تفريقه أولا بالقانون ثم بالقوة إذا لم يلتزموا. وانتهى الاحتجاج بعد تسع ساعات بمغادرة جميع المحتجين المبنى. وقال محتجون الثلاثاء إن الشرطة ضربتهم. وقال المشنوق في ذلك الوقت إأنه تم التوصل إلى اتفاق لكي يغادر المحتجون المبنى بسلام. وفي المؤتمر الصحفي دافع المشنوق عن الإجراءات التي اتخذتها قوات الأمن التي قال أنها تصرفت كما هو متوقع. غير أنه قال إن ثمانية أفراد من أجهزة الأمن أحيلوا إلى مجلس تأديب لأنهم تصرفوا دون تلقي أوامر في احتجاج سابق. واجتذبت حركة الاحتجاج آلاف اللبنانيين الغاضبين إلى الشوارع لعدم جمع القمامة وهي مسألة أصبحت نقطة تجمع للأشخاص الذين يشعرون بالإحباط بسبب ما يعتقد على نطاق واسع أنه فساد الحكومة وانعدام الكفاءة.