أثار فيّ زميلي فهد عافت شجوناً كنت أكتمها وأخشاها بمقالته أمس، عن (فرار أيام الصبا)، لأنك ساعتها: (تنال من الرضا أقله، ومن الملامة أكثرها)، أو كما قال فهد. يا إلهي.. يحْكي الدّكتور فَتْح العَليم عبدالله، أحد ظُرفاء جامعة الخرطوم وعُلمائها، أن شُيوخ السودان يُسمّون الهُدنة المُمتدة بين الستيّن والسبعين من العمر، ب(العشرة الآواخر)، دِلالة على أنهم ميّتون فيها لا محالة، حتى لو نشط الأطباء في تبديد سلعة أهلك راجين أن (تكون فتيّة) بعد أن نَحَلَ منك الجنْبَان واحْدوْدبَ ظَهركُ، دون تقدير بأنك (تزَوّجتُها) قبْل الهِلالِ بليْلَةٍ، وكنت مُحَاقاً كُلهُ ذلك الشّهرُ! يا ويلك وخراب ليلك.. لو فاتتك العشرة الأواخر، (إن لم تمت متأثراً في شرخ ثورتك إثر مظاهرة لم تمهلك طويلاً)، ستعيش ضعيف السمع والبصر كسير الفؤاد و(طالع من الشبكة). لو ترنحّت محاولاً الاستناد على أكتاف الغسّالة في الحمّام لتساعدك بتكملة لِبس ما يستُر نصفُك الإسفل لتحلق وتصلي جالساً بالكرسي، فاعلم رعاك الله، أنّ (حقك راح). لو أكثرت السؤال والسُّعال لأن أخلاق رئتيك صارت أضيق من فسحة الأملْ السورية، فأنت تَحديداً من قَال فيك الشّاعر: (وجُلّ أحَاديث الشُيوخ شِكَايَة/ وبَاقي أحَاديث الشُيوخ سُعَالُ)! خُد بالك.. الكائنات الأرضية والبحرية وما حلّق في السماء كلها تخشى الشيخوخة، خاصة ذوات الثدي والزواحف من الرجال الذين يبددون مدخراتهم لإقناع الرعابيب من النساء بأنهم (رفقة غير مأمونة)، فيما تنفق النساء، القروض الأجنبية (غالية الثمن) في شد الجلد حتي تتبادل الأعضاء مواضعها، فإن أرادت المرأة أن تَحُكّ أذنها اليُسرى (ظبظت) عينها اليُمنى، أو كما قال فتح العليم. على إيه.. إنك ميّت وإنهم ميتون..