أمهلت بلدية الجبيل أحد مقاهي الشيشة مهلة أخيرة لإخلائه بسبب وجوده داخل النطاق العمراني في المدينة، وتم أخذ التعهد اللازم عليه. وقال المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان ل «الشرق» إن مقهى آخر سيعرض على المجلس البلدي للرؤية فيه بإغلاقه أو تركه كما هو، مؤكداً سعي الأمانة لجعل أحياء مدينة الجبيل خالية من المقاهي. وكان عدد من أهالي الجبيل قد شددوا على ضرورة إخراج المقاهي خارج المدينة لأضرارها الصحية. وقال مفلح الشمري إن الاهتمام بنظافة أماكن الشيشة وتجهيزها يتم داخل دورات المياه في أغلب مقاهي الجبيل، ويجب العناية بمكان حفظ المواد الأولية المستخدمة في تجهيز المشروبات مثل: السكر والشاي والنعناع، حيث إنها تُعد في أماكن غير صحية. وأضاف «ينبغي تنظيف وتغيير المياه المستخدمة في الشيشة باستمرار، وعدم خلط المعسل أو إضافة الألوان والنكهات داخل المقهى». أما الباحث والداعية الإسلامي الدكتور عبدالعزيز بن محمد الزير، فوصف محلات المقاهي والشيشة بأنها من الأخطار الصحية المؤكدة على السكان، الذين يسكنون بجوارها، وعدّد الأضرار في الروائح الكريهة الضارة على الصحة عن طريق ما يسمى بالتدخين السالب، الذي يتسبب في أمراض سرطانية في الجهاز التنفسي دون رغبة الشخص، إضافة إلى الأمر الآخر السلوكي الخطر وهو ارتياد بعض من متعاطيها، الذين لديهم سلوكيات أخلاقية شاذة لتلك المحلات القريبة من الأحياء السكنية، ما قد يثير الرعب والقلق والهلع في نفوس القاطنين جراء خوفهم على أسرار منازلهم وعلى حياة ما بداخلها من نساء وأطفال وشباب، وأضاف «قد يتأثر بعض المراهقين بهم أو يغترون بهم وينخدعون بأساليبهم». وأشار إلى أن هناك قراراً صادراً من الجهات المعنية بإبعادها عن الأحياء السكنية وتم إزالة كثير منها، إلا أن البعض منها ما زال موجوداً في تحد صارخ للأنظمة والقوانين من خلال ما يدفع من غرامات مالية قليلة مقابل تلك المخالفات، وفي المقابل يكسب آلاف الريالات مما يبيعه ويروجه من تبغ ومعسلات. وتابع الزير «لا يُخفى على أحد أن هناك من العمالة السيئة الفاسدة مَنْ يغش في الأكل والشرب من خلال عملهم في بعض المطاعم، فما بالنا بمَنْ يبيع في تلك المحرمات، فمن باب أولى أن يقوم بالغش في تلك المواد بخلطها بمواد مسممة وقذرة حتى يزداد ربحه على حساب صحة ذلك المدخن المسكين، الذي ينتشي برائحة معسل التفاح أو الخوخ وغيرهما من الروائح التي هي في الأصل مواد كيميائية، كما أن انتقال ليات الشيشة من شخص لآخر يشكل وسيلة لانتقال الأمراض المعدية بكل سرعة». إلى ذلك، ذكر الناشط في مجال مكافحة التدخين بدر البقمي، أن خطر المقاهي التي تقدم الشيشة لمرتاديها لا تعد ولا تحصى، وأضاف «ما نشاهده حالياً يحتاج منا للتحرك السريع للتصدي لها بكل ما نستطيع وبالنظام، حيث إن أكثر من 70% من المقاهي تجدها تجمع كثيراً من التجاوزات الصحية والبيئية والأخلاقية، فمن جانب الصحة فحدث ولا حرج من مجمع للقاذورات والأوساخ والأمراض، وإن أتيت للبيئة فتجد تأثيرها على مَنْ هو قريب من هذه المقاهي كبيراً وعظيماً». في السياق، أوضح المشرف العام على جمعية نقاء لمكافحة التدخين في المنطقة الشرقية صالح العباد أن وزارة البلدية والقروية أصدرت عام 1430ه قراراً لتصحيح وضع محلات بيع وتعاطي المعسل، وقال «بعد ست سنوات ما زلنا نرى بعض البلديات تخالف القرار وهذا يدل على ضعف رقابة الأمانات عليها، وكذلك ضعف دور المجلس البلدي الرقابي بعدم تنفيذ قرار الوزارة النافذ». وأكد عدم وجود معسل صحي، فالمعسل مادة قاتلة ويجب منع بيعه وتداوله، مطالباً الجمارك بمنع إدخاله للبلاد، ووزارة التجارة والصناعة بإغلاق مصانعه حفاظاً على أرواح المستهلكين وسد النزيف المالي، الذي تتكبده الدولة مقابل علاج المتضررين منه. وبخصوص ليات الشيشة في المقاهي، أكد العباد أن وزارة الصحة ومراقبي البلدية عليهما دور رقابي بخصوص ذلك، ويجب أن تكونا صارمتين بسبب انتشار أمراض مثل كورونا، التي تتطلب ممارسة أقصى وسائل الحماية الصحية في أماكن تجمع الكبار والشباب، إضافة إلى تغليظ العقوبة على المقاهي المخالفة التي تسمح بدخول الصغار.