في وقت ليس ببعيد، أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية تنظيماً جديداً لمحلات بيع المعسل ولوازم الشيشة، وألزمتها بنقل أنشطتها خارج النطاق العمراني، أو إغلاقها حال عدم الالتزام بالتنظيم، وأمهلتها فترة لترتيب أوضاعها، غير أن الأخيرة «محال بيع المعسل» ضربت بالتنظيم عرض الحائط، وقررت مزاولة نشاطها كأن تنظيماً لم يصدر. ففي الجبيل مثلاً، لا تزال هناك محلات على امتداد شارع بأكمله تمارس نشاطها، دون اكتراث، رغم انتهاء مهلة تحسين أوضاعها. الانتهاك لا يكون في تجاوز القوانين فقط، ولكن حسب المواطن غزاي المهوس، فإن انتشار محلات بيع المعسل ولوازمها في الأحياء يجذب المراهقين وصغار السن إليها، وقال: يجب على البلديات إلزام أصحاب محلات بيع الشيشة والمعسل بالخروج من النطاق العمراني إلى مواقع بعيدة عن الأحياء السكنية، وبجانب مقاهي الشيشة الواقعة خارج البلد، وذلك التزاماً بما أصدرته هي من أوامر وقوانين سابقة. أما المواطن فارس النفيعي، فتحدث عن وقوع تلك المحلات وسط الحي وبجوار مساكن العوائل وبالقرب من المساجد ولا يفصل بينها وبين المساكن والمساجد في بعض الأحيان سوى أمتار قليلة، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين. موضحاً أن الضوابط تؤكد على ألا تقل المسافة بين المحل والمساجد والمدارس عن 500 متر. وأرجع النفيعي هذا الاستهتار إلى ضعف الرقابة التي جعلتهم يتمادون في البيع وعدم النقل غير عابئين بما يتعرض له الناس من ضرر. وبيَّن المواطن علي الشريف أن انتشار بيع المعسلات داخل الأحياء السكنية وقربها من محلات بيع المواد الغذائية وغيرها، جعل الناس يعتادون وجودها ويقللون من خطورتها وبالأخص صغار السن. وقال: «لا شك أن هذا التعود هو بمنزلة الثقافة التي يجب أن نحاربها، ونقف ضدها، وألا نخضع للأمر الواقع، وعلينا أن نطالب باستمرار بإخراجها من مكانها الحالي». وعبَّرعضو ومنسق لجنة مكافحة التدخين في تحلية المياه المالحة بالجبيل بدر البقمي عن استيائه من وجود محلات بيع المعسل وسط التجمعات السكنية. وقال: «يعد ذلك انتهاكاً صريحاً لصحة البيئة وكذلك وجودها يساهم بقوة في انجراف صغار السن وراءها، وبالتالي وقوعهم في براثن الإدمان». مشيراً إلى أن وجودها في النطاق السكاني يعد مخالفة واضحة للنظام والاشتراطات الصحية. وقال البقمي: «من المعلوم أن الأنظمة تمنع من هم دون 18 سنة من دخول وارتياد المقاهي التي تقدم الشيشة لزبائنها»، متسائلاً: كيف تتوفر لهم هذه المنتجات داخل البلد وأمام أعينهم؟. وأوضح أن التعليمات والأنظمة لعمل محلات بيع المعسل والمقاهي تنص على أن يقع المحل على شارع لا يقل عرضه عن 40 متراً ولا تقل المسافة بين المحل والمساجد والمدارس عن 500 متر، في حين أن كثيراً من المحال والمقاهي في محافظة الجبيل لا تنطبق عليها هذه الاشتراطات. ولمدة ثلاثة أسابيع تواصلت «الشرق» مع المتحدث الإعلامي لبلدية الجبيل للرد على استفسارات الأهالي غير أنه لم يرد.