تصاعَدَ التوتر السياسي في لبنان مع نزول مئات من أنصار الزعيم المسيحي، ميشيل عون، إلى شوارع بيروت للاحتجاج على ما سمّوه تهميش رئيس الوزراء السني، تمام سلام، للدور المسيحي. وبالتزامن؛ اشتبك سلام لفظياً مع وزير خارجيته، جبران باسيل، خلال جلسة للحكومة. وتعهَّد باسيل، المنتمي إلى التيار الوطني الحر برئاسة عون، باستمرار تحركات التيار، وأكد، في تصريحات صحفية منفصلة، استمرار المعركة. ويتهم عون سلام بالاضطلاع بدور رئيس الجمهورية الذي ينبغي أن يكون مسيحياً، وباتخاذ قرارات دون توافق بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى المكوِّنة للحكومة التوافقية. ومنصب الرئيس شاغر منذ أكثر من عام بسبب الخلافات السياسية المتأثرة سلباً بالنزاع في سوريا المجاورة. ونزل أنصار عون إلى الشوارع صباح أمس رافعين الأعلام البرتقالية المعبِّرة عن التيار الوطني الحر، وتحرَّكوا نحو مقر الحكومة في وسط بيروت بالتزامن مع انعقاد جلسة وزارية برئاسة سلام. ومنعت الشرطة المتظاهرين من الوصول إلى مقر الحكومة، مستخدمةً العصي للحيلولة دون تقدمهم. وأظهرت صورٌ إصابة شرطي بجرح في يديه بعد اشتباكه على الأرجح مع متظاهرين، ما دفع عناصر من الصليب الأحمر إلى تقديم الإسعاف له. وأعلن حزب الله الذي يقاتل في سوريا دعمه للمظاهرة، لكنه لم يشارك فيها. في المقابل؛ تحدث منتقدو عون، وبعضهم زعماء مسيحيون، عن دوافع شخصية خلف الاحتجاجات، وقالوا إنه يستهدف الوصول إلى منصب الرئيس مع تسمية صهره قائد القوات العسكرية الخاصة، العميد شامل روكز، قائداً للجيش خلفاً للعميد جان قهوجي، الذي تنتهي ولايته في سبتمبر المقبل. ووصف النائب المسيحي المنتمي إلى تيار المستقبل، هادي حبيش، الاحتجاج ب «زوبعة في فنجان». وتتمثل جميع الأحزاب اللبنانية الرئيسة -بما في ذلك تيار المستقبل- في مجلس الوزراء الحالي الذي تشكَّل العام الماضي بعد فراغ حكومي دام 10 أشهر. ورغم أن هذه الحكومة تواجه صعوبة في اتخاذ القرارات الأساسية؛ فإن وجودها حال دون حدوث فراغ كامل في الذراع التنفيذية للدولة. وأصبح منصب الرئيس شاغراً في مايو من العام الماضي عندما انتهت ولاية العماد ميشال سليمان دون الاتفاق على من يخلفه. إلى ذلك؛ استبعدت مصادر سياسية في الأحزاب المتحالفة مع عون (80 عاماً) استقالة وزرائه، رغم أن نائباً عن تياره هدد بمزيد من التصعيد. ونسبت وسائل إعلام محلية إلى النائب عن التيار، وليد خوري، قوله «سنبقى في الشارع حتى إسقاط الحكومة إذا استمرت على هذا النهج». وأمضى ميشيل عون 15 عاماً في الخارج بعد الحرب الأهلية في لبنان، وعاد في عام 2005 في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، وخروج القوات السورية من هذا البلد.