تجمع عدد من انصار الزعيم المسيحي ميشال عون وسط بيروت اليوم (الخميس) احتجاجاً على اداء رئيس الحكومة السني تمام سلام، متهمين اياه ب «مصادرة حقوق المسيحيين»، ومطالبين ب «شراكة حقيقية» داخل مجلس الوزراء. ويترأس سلام حكومة مؤلفة من غالبية الاطراف السياسية اللبنانية بينهم «التيار الوطني الحر» الذي يترأسه عون، وتتولى هذه الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية بسبب شغور منصب الرئاسة منذ أيار (مايو) 2014. ويطالب التيار بأن يقر المجلس تعيين قائد للجيش طارحاً اسم قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز. ومنذ تولي الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية، أقرت آلية لاتخاذ القرارات تفرض موافقة جميع الوزراء ال 24 على القرارات المهمة، ما يجعل اتخاذ القرارات أمراً بالغ الصعوبة بسبب الانقسام السياسي الحاد. ويتهم «التيار الوطني الحر» خصومه، لا سيما «تيار المستقبل» الذي يتزعمه سعد الحريري والداعم لرئيس الحكومة، برفض تعيين روكز بقصد اضعاف المسيحيين. ويتهم أيضاً رئيس الحكومة بعدم الأخذ برأي التيار في وضع جدول أعمال مجلس الوزراء، ما يعني في رأيه تجاهل رأي شريحة واسعة من المسيحيين. وتنتهي ولاية قائد الجيش الحالي جان قهوجي في ايلول (سبتمبر) المقبل، وهناك اتجاه لتمديد ولايته بسبب الصعوبة البالغة في التوافق على شخصية معينة بسبب الانقسام السياسي الحاد. وطالب المتظاهرون الذين حملوا الاعلام البرتقالية الخاصة ب «التيار الوطني الحر» بانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتعيين روكز قائداً للجيش. وعجز مجلس النواب منذ اكثر من سنة عن انتخاب رئيس بسبب عدم اكتمال نصاب جلسات الانتخاب التي فاق عددها ال 25. ويقاطع نواب كتلة عون وحليفه «حزب الله» جلسات البرلمان مطالبين بتوافق مسبق على رئيس، بينما يدعو خصومهم وعلى رأسهم «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» المسيحي بالنزول الى مجلس النواب والاختيار بين اكثر من مرشح. ويقول خصوم عون ان البلاد تحتاج اولاً الى رئيس قبل قائد الجيش، ويتهمون عون الذي كان قائداً للجيش في الماضي، بطرح روكز لأنه زوج ابنته. وحصلت التظاهرة في وقت كان مجلس الوزراء مجتمعاً في السراي الحكومي حيث مقر رئاسة المجلس، وترفقت مع تدابير امنية مشددة، وكاد عدد العناصر الامنية يفوق عدد المتظاهرين. وحاول عشرات المتظاهرين التقدم نحو السراي، فصدهم عناصر الجيش، وحصلت صدامات وعراك بالايدي.