ناقش وفد أمريكي عالي المستوى مع مسؤولين أتراك سبل تعزيز التصدي لتنظيم «داعش» في سوريا خلال يومين من المباحثات في أنقرة، وفق ما عُلم من مصادر دبلوماسية أمس. واجتمع المبعوث الرئاسي الجنرال المتقاعد جون ألن ونائبه وزير الدفاع للسياسات كريستين ورموث، مع مسؤولين عسكريين ونائب وزير الخارجية التركي فريدون سنيرليوغلو في العاصمة التركية. وقال مصدر دبلوماسي تركي طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس «ناقشنا سبل تعزيز القتال في مواجهة داعش» مستخدماً التسمية الرائجة للتنظيم. وأضاف «تبادل الطرفان وجهات النظر بشأن تعزيز التعاون والتنسيق بهذا الشأن». وقال مسؤول في السفارة الأمريكية إن وفد واشنطن عقد يومين «من الاجتماعات البناءة» مع المسؤولين الأتراك ناقشوا خلالها «جهودنا المشتركة كجزء من ائتلاف أوسع لإنهاك وتدمير داعش». ولم تشارك تركيا في الائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لضرب تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، ما أثار انزعاج واشنطن. وذكرت صحيفة حرييت التركية أن الأمريكيين طلبوا خلال الاجتماع من تركيا السماح باستخدام قاعدة إنجرليك في الجنوب لشن ضربات ضد تنظيم «داعش» في سوريا. وقالت الصحيفة إن الحكومة التركية قالت إنها تريد أن يبلغها الائتلاف عن العمليات في وقت حدوثها، وأن يتم تجنب شن ضربات على مناطق سكنية لتفادي تدفق مزيد من اللاجئين إلى تركيا. وقال محللون إن أنقرة تبقى على مسافة من الحملة التي تقودها واشنطن ضد التنظيم المتطرف لأنها تخشى من مساعدة القوات الكردية وتخشى من أن يشن الجهاديون هجمات انتقامية داخل تركيا. كما تخشى تركيا من إقامة كيان كردي في شمال سوريا، ومن أن يؤدي تنامي قوة المسلحين الأكراد إلى تقوية الأقلية الكردية في تركيا. وعززت تركيا وجودها العسكري على الحدود الخطرة مع سوريا خلال الأسبوع الماضي ونشرت جنوداً إضافيين ودبابات وصواريخ مضادة للطائرات. وأفادت تقارير صحافية الأسبوع الماضي بأن الجيش التركي قد يتوغل في سوريا لإقامة منطقة عازلة بعرض عشرات الكيلومترات لضمان أمن تركيا وإيواء نحو 1,8 مليون لاجئ سوري في تركيا. واستبعد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أي تدخل فوري في سوريا، ولكنه قال إن تركيا قد تتحرك إذا تعرض أمنها للخطر.