نفت أنقرة أمس اتفاقها مع واشنطن على استخدام قاعدة «أنجرليك» في جنوبتركيا في الحرب التي يشنها التحالف الدولي- العربي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شمال سورية، لكنها أكدت على ضرورة دعم المعارضة السورية لتكون «قوة ثالثة» ضد «داعش» والقوات النظامية. وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي إن تركيا لم تتوصل الى اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة «أنجرليك»، وإن المحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية. واضافت تركيا أنها توصلت الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة في شأن تدريب المعارضة السورية من دون ان تذكر من سيدرب مقاتلي المعارضة وأين. وجاءت هذه التصريحات بعد ان أعلنت مستشارة الامن القومي الاميركية سوزان رايس ان تركيا وافقت على السماح لقوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة باستخدام قواعدها للقيام بأنشطة داخل سورية والعراق وعلى تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة. واوضح مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (بنتاغون)، أن «تفاصيل استخدام القواعد التركية ما زالت قيد البحث». ويستخدم سلاح الجو الاميركي منذ زمن طويل قاعدة «انجرليك» حيث ينشر حوالى 1500 من عناصره. الا ان الطائرات التي تقوم بعمليات القصف على مواقع «داعش» تنطلق حتى الآن من قواعد الظفرة في الامارات العربية المتحدة وعلي السالم في الكويت والعديد في قطر حيث مركز العمليات الجوية الاميركي الذي يغطي 20 دولة في المنطقة. كما تستخدم الولاياتالمتحدة قاعدة دييغو غارسيا وهي منطقة بريطانية في المحيط الهندي لقاذفاتها بي52 وبي1 وبي2. وشكر وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل تركيا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي عصمت يلمظ «لاستعدادها للمساهمة في جهود التحالف» الدولي ضد «داعش لا سيما بإيوائها وتدريبها عناصر من المعارضة السورية». واوضح الناطق باسم البنتاغون جيمس كيربي، أن هاغل «نوه بخبرة تركيا في هذه المنطقة وبالطريقة المسؤولة التي تتعامل بها مع التحديات الأخرى التي تطرحها عليها مكافحة (تنظيم الدولة الإسلامية) على صعيد اللاجئين وأمن الحدود». من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو الاحد الى تعزيز القدرات العسكرية «للمعارضة المعتدلة» السورية بغية جعلها «قوة ثالثة» بين النظام السوري وجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية. وقال داود اوغلو في مقابلة مع صحيفة «صباح» الموالية للحكومة في اول امس: «نحن بحاجة الآن الى قوة أمن تحمي الشعب السوري من تنظيم الدولة الاسلامية ومن النظام». واضاف ان «الحل يكمن في قوة ثالثة غير النظام وتنظيم الدولة الاسلامية، تمثل الشعب السوري وتكون مكونة من سوريين وليس من مقاتلين اجانب»، موضحا ان «هذه القوة الثالثة يجب ان تمثل الاطراف كافة في سورية، والائتلاف الوطني السوري والمعارضة تتوافر فيهما هذه الشروط». وعلى الرغم من موافقة البرلمان التركي على التدخل، ترفض الحكومة التركية في تركيا التدخل عسكرياً ضد الاسلاميين المتطرفين الى جانب التحالف ومساعدة مدينة عين العرب (كوباني) الكردية التي يحاصرها عناصر «داعش». وترى تركيا ان غارات التحالف غير كافية وتخشى ان تؤدي الى تعزيز عدوها اللدود الرئيس السوري بشار الاسد. وتستمر في المطالبة بإقامة منطقة عازلة في شمال سورية بالتوازي مع منطقة حظر جوي. وباستثناء فرنسا، تلقى باقي حلفاء تركيا هذا المقترح بكثير من التحفظ. وقال داود اوغلو الاحد ان «قوة اخرى ستسيطر على الارض بفضل الحماية الجوية التي ستقدم لها، هذه القوة ستكون المعارضة المعتدلة». في دمشق، شن الإعلام الرسمي السوري امس هجوماً عنيفاً على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يطالب بإقامة منطقة عازلة على حدود بلاده مع سورية، معتبراً ان «نوبات هستيرية تجتاحه»، ومتهماً اياه بأنه من «الطينة الارهابية» نفسها لتنظيم «داعش». في باريس، قال السياسي الفيلسوف برنار هنري ليفي، إنه إذا تركت تركيا مدينة عين العرب تسقط يتعين طرح مسألة وجودها في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). وكتب ليفي مقالاً في عنوان «النداء الأخير من أجل كوباني» نشرته صحيفة «ليبراسيون» وسبع صحف أوروبية وأميركية. وقال ان «موقع تركيا في الحلف الأطلسي سيصبح مريباً، إذا تركت كوباني تسقط».