تخلط ورقةُ تحالف الإسلاميين أوراقَ العديد من الدوائر السياسية في البلاد، حيث أعلن الرجل الأول المعنِيّ بتنظيم الانتخابات البرلمانية، استبعاده أن يكتسح الإسلاميون مقاعد البرلمان، واستبعد وزير الداخلية «دحو ولد قابلية»، والجماعات المحلية أن يتكرر سيناريو تونس والمغرب في الجزائر. وفي أول رد فعل على المبادرة التي أطلقها عدد من رموز التيار الإسلامي باتجاه تقديم قوائم موحدة عن الأحزاب الإسلامية؛ استبعد الوزير توَصُّل الأحزاب الإسلامية إلى تشكيل تحالف انتخابي بقوائم موحدة في الانتخابات البرلمانية المقررة في الربيع المقبل، وبرّر الوزير ذلك بأن لدى هذه الأحزاب أفكارا وطموحات مختلفة تحُول دون تحقيق حلم الوحدة، مشيرا «أن مشكل الزعامة هو أول خلاف يقسم ظهر الإسلاميين، وأن المشاكل التي يعيشها الإسلاميون أكثرها شخصية منها فكرية»، ومن جهته، وجه القيادي البارز في الحركة التقويمية لحزب الإصلاح الوطني»ميلود قادري» (إسلامي) نقدا لاذعا لرئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، الذي ظل لسنوات عديدة يدير ظهره للتيار الإسلامي، واليوم وعند اقتراب موعد الانتخابات «يلعب على وتر التحالف الإسلامي» بعدما فضل التحالف لسنوات مع حزبي التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني، ولما اكتشف سلطاني أن التحالف لم يخدمه فك ارتباطه بشريكيه، عندما منع حركته من الوصول إلى منصب رئيس الوزراء، عندما برر أبو جرة سلطاني إعلان طلاقه معهما مطلع العام الجاري.وكشف قادري في اتصال هاتفي مع «الشرق» أنه لا يستبعد الانضمام إلى جبهة العدالة والتنمية التي يقودها الشيخ عبدالله جاب الله، وتنتظر الاعتماد من مصالح الداخلية الجزائرية، وذلك بعد انقسام حركة الإصلاح التي كان يتزعمها جاب الله إلى ثلاثة تيارات متصارعة على قيادة الحزب الذي أسسه جاب الله بعد أزمة حركة النهضة في العام 2000.وعلى صعيد متصل كثفت دبلوماسيون غربيون اتصالاتهم بالأحزاب الإسلامية في الجزائر باتجاه جس نبض هذه الأحزاب قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال مصدر في «حمس» ل»الشرق» إن رئيس الحركة أبو جرة سلطاني التقى بسفيرة كندا في الجزائر وبحث اللقاء، حسب المسؤول الإسلامي، مواقف الحركة الأخيرة من التحالف وحظوظ التيار الإسلامي في الاستحقاقات المقبلة، كما التقى قبل أسابيع رئيس جبهة العدالة والتنمية عبدالله جاب الله بسفيري الولاياتالمتحدة وفرنسا.