تحتل إسرائيل عملياً موقعاً في «قائمة العار» التي تضم حكومات وتنظيمات إرهابية تنتهك حقوق الإنسان خصوصاً الأطفال. ويتساوى الاحتلال في ذلك مع جماعة «بوكو حرام» وتنظيمي «داعش» و«القاعدة» وحركة طالبان الأفغانية وجيوش لثمانية أنظمة في مقدمتها نظام بشار الأسد. كل هذه الأسماء وردت في القائمة التي صدرت عن الأممالمتحدة أمس، لكنها خلت من أي ذكر لإسرائيل. الأممالمتحدة برئاسة بان كي مون حالت دون إدانة الإسرائيليين وجنبتهم الانضمام إلى «قائمة العار» التي تلاحق منتهكي حقوق الأطفال، مع أنهم ينتهكون حقوق الأطفال الفلسطينيين، ليس فقط في التعليم أو الحصول على المأوى والغذاء والدواء وأساسيات الحياة، بل وحتى الحق في الحياة لأنها تقتلهم بكل بساطة. سحب إسرائيل من القائمة تمَّ على الورق، لكن الأممالمتحدة لن تتمكن من سحبها على أرض الواقع لأن انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين والأطفال خصوصاً قاربت انتهاكات الأنظمة الأسوأ في التاريخ الإنساني. بان كي مون تجاهل دعوات الجماعات التي تدافع عن حقوق الإنسان وعلى رأسها منظمة «هيومن رايتس ووتش». المنظمة تقول إن إسرائيل مسؤولة إلى جانب انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الفلسطينيين عن مقتل أكثر من 500 طفل في الحرب على قطاع غزة الصيف الماضي، التي خلَّفت حوالي ألفي طفل فلسطيني يعانون من الصدمات والإعاقات الدائمة. لكن بان كي مون أبى إلا أن يرفع الاحتلال من «قائمة العار» راضخاً للضغوط الإسرائيلية والأمريكية. ويبدو أن الأمين العام حريص على التفريق بين التوحش الحضاري لإسرائيل والتوحش اللاحضاري للأسد وداعش.