ما يحدث في سوريا من مواجهات ومعارك وتطورات عسكرية لا تدع مجالا للشك أن هذا البلد دخل مرحلة جديدة من الصراع العسكري، بل ربما يمكن القول إن سوريا دخلت في النفق المجهول، مع تعدد القوى التي تنخرط في القتال، وبشكل خاص إيران وميليشيات العراق و"داعش"، وحزب الله اللبناني الذي بات أحد الشركاء الأساسيين في الصراع السوري، في ظل تجاهل دولي واضح تجاه هذه التدخلات. تصريحات المسؤولين الإيرانيين ومن أعلى المستويات تؤكد من جديد أنهم ماضون في دفاعهم عن نظام الأسد حتى النهاية، دون أن تحرك هذه التصريحات وهذا الانخراط في العمل العسكري بشكل مباشر أي ردود فعل دولية، وبشكل خاص من واشنطن والعواصم الأوروبية. نظام الأسد بدوره يؤكد وصول عشرات الآلاف من الميليشيات الطائفية العراقية والحرس الثوري الإيراني خلال الأيام الماضية إلى سوريا، بحجة الدفاع عن العاصمة دمشق، فيما تقدم طائراته غطاء جويا لمعارك تنظيم داعش وتقدمه في الشمال السوري. وعلى الرغم من أن عديدا من المسؤولين الأمريكيين يقولون إن طائرات الأسد تشارك تنظيم داعش في قتال السوريين، وصدر بيان عن وزارة الخارجية الأمريكية أكد على أن نظام الأسد يقوم بشن ضربات جوية لإسناد تقدم داعش على مدينة حلب، داعماً بذلك المتطرفين في هجماتهم على السكان السوريين، إلا أن أي إجراء أمريكي لم يُتخذ ضد النظام، رغم وجود قرارات دولية تمنع تقديم المساعدة للتنظيم الإرهابي، وهذا ما يثير علامات استفهام تجاه الموقف الحقيقي للمجتمع الدولي وواشنطن من الأسد ونظامه. الصراع في سوريا بات أكثر وضوحاً فالنظام وإيران وميليشياتها وتنظيم داعش يقاتلون في صف واحد ضد السوريين، وهذا ما حذر من نتائجه رئيس الائتلاف السوري بقوله إن عصابات البغدادي وعصابات إيران ومرتزقتها تسعى لتمزيق البلاد، وهو ما يؤسس ويهدد بحرب إقليمية تهز المنطقة بكاملها.