توقَّع أعضاء عرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أن يُفضِي الائتلاف الحكومي الجديد، الذي أعلنه رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، إلى تشكيل حكومة يمينية عنصرية متطرفة تمثِّل خطراً على القضية الفلسطينية والعرب في إسرائيل، فيما أبدت واشنطن استعدادها للعمل مع هذا الائتلاف. ووصف عضو الكنيست ورئيس القائمة الإسلامية فيه، مسعود غنايم، هذه الحكومة ب «الضيقة»، متابِعاً «ليس فقط من حيث العدد، لكن أيضاً من حيث توجهها السياسي والإنساني والأيديولوجي». وحذر في تصريحات صحفية أمس؛ من أن «الاتفاق مع البيت اليهودي وتبنِّي الحكومة شروط رئيسه نفتالي بينيت؛ سيجعلان أجندتها يمينية متطرفة لا تُذكَر فيها المفاوضات أو عملية السلام»، متوقعاً أن «تحمل أجندة عنصرية في اتجاه الجماهير العربية في الداخل». وركّز رئيس القائمة الإسلامية على «اختيار المتطرفة المنتمية إلى البيت اليهودي إيليت شاكيد وزيرةً للعدل»، واعتبر أن «هذا الاختيار بجانب إعادة مخطط برافر الاستيطاني إلى البحث يجعلان من هذه الحكومة خطيرة على العرب في الداخل وعلى المنطقة والفلسطينيين، ولا تحمل أي شيء للسلام أو للمساواة». ويهدف مشروع قانون «برافر- بيغن» المثير للجدل إلى نقل عشرات الآلاف من البدو من مواقعهم وهدم نحو أربعين قرية ومصادرة أكثر من 700 ألف دونم في النقب. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت عليه في يناير 2013. ويعيش نحو 260 ألف بدوي في الأراضي، التي سيطرت عليها إسرائيل؛ ويستقر معظمهم في صحراء النقب بالجنوب، ويقيم أكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها دون بنى تحتية وفي فقرٍ مدقع. وتراجعت الحكومة عن المخطط في 13 ديسمبر الماضي بعد تصدي المجتمع العربي له. «لكن تشكيل الحكومة الجديدة سيكون بداية لمرحلة من أخطر المراحل، التي تمر بها القضية الفلسطينية وقضايا العرب»، بحسب عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عايدة توما. ورأت توما أن «الحكومة ستكون رافضة للسلام ومستمرة في الاستيطان، خصوصاً أن ملف الاستيطان أوكِلَ إلى حزب البيت اليهودي، الذي استلم أيضاً ملف مخطط برافر». ويتحدّر عرب إسرائيل، الذين يُقدَّر عددهم ب 1.4 مليون نسمة، من 160 ألف فلسطيني اختاروا البقاء في أراضيهم بعد قيام دولة الاحتلال عام 1948. ويشكل العرب ما نسبته 17.5% من السكان الإسرائيليين، ويعانون من التمييز ضدهم خاصةً في مجالي الوظائف والإسكان. في غضون ذلك؛ هنأ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على حكومته الجديدة، وأبدى استعداده للعمل معها. وذكر البيت الأبيض في بيانٍ له مساء أمس أن «الرئيس أوباما يتطلع لإجراء مشاورات مع الحكومة الجديدة بشأن المحادثات النووية مع إيران والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وصولاً إلى حل الدولتين»، معتبراً أن «هاتين القضيتين سبَّبتا توتراً في العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية». ووفقاً للبيان؛ فإن أوباما يتطلع أيضاً إلى مواصلة المشاورات مع نتانياهو بشأن عددٍ من القضايا الإقليمية «بما في ذلك منع إيران من الحصول على سلاح نووي».