أكد عدد من المختصين أن القمة الخليجية الاستثنائية التي تعقد اليوم وكذلك القمة التي ستعقد في كامب ديفيد تأتيان في وقت مهم وحساس، وأنه لابد أن تكون نتائجهما على درجة عالية من أهمية القرارات فيما يتعلق بمستقبل المنطقة والخليج العربي بشكل خاص، وسبّبتا الذعر لحكام طهران قبل انعقادهما وقبل ظهور نتائجهما. الدكتور نايف الفراج، وهو باحث في الشأن السياسي قال: سيكون للقمة الخليجية الاستثنائية في الرياض وبحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كضيف شرف، نتائج مهمة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك لقاء قادة دول المجلس في كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيكون له أثر أكبر في استعادة الهيبة العربية، بعد عاصفة الحزم والتأكيد على محورية الدور الخليجي في المنطقة، وتعزيز علاقات التعاون مع أوروبا وأمريكا، وأوضح الفراج أن الظروف السياسية والأمنية وتطورات الأحداث في المنطقة هي في صلب مباحثات القادة في القمتين. وتوقع الفراج إعلاناً مشتركاً سيكون بمنزلة خارطة طريق لتوثيق العلاقات الخليجية الفرنسية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأضاف أن إيران تخشى أن يؤدي هذا التقارب إلى زيادة العلاقات السياسية وتعميق علاقات التحالف مع فرنساوأمريكا، وكذلك في الجانب العسكري عبر إبرام مزيد من الصفقات العسكرية الدفاعية والأنظمة الصاروخية، وأكد الفراج أن سر الذعر الإيراني كان دائما يكون بسبب تعاظم القوة العسكرية العربية والسعودية بشكل خاص. الدكتور ظافر العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج أكد أن القمة التشاورية التي ستعقد في الرياض اليوم هي تشاورية الحزم. والتدخل العسكري الخليجي سيكون طاغياً على أجواء القمة؛ فأبناء الخليج يخوضون حرباً ضد مختطفي الشرعية في اليمن، ومواجهة مصيرية تجاه التمدد الفارسي. وقال العجمي: بالتأكيد سيناقش القادة الخليجيون لقاء كامب ديفيد من خلال موقف خليجي موحد وحازم تجاه القضايا العربية، مع التأكيد أن كل الخيارات مفتوحة تجاه حلفاء آخرين في حال كان هناك موقف أمريكي متردد تجاه قضايا العرب المصيرية كقضايا فلسطينوسورياوالعراق واليمن. بدوره رأى عباس الكعبي رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) أن الوضع الدقيق والاستثنائي الذي تمرّ به المنطقة العربية يتطلب عقد القمم الاستثنائية، ولا شك أن القمة الخليجيّة ستعزّز التحالف العربي وتوسع دائرة الحلفاء، وقد تخرج عديد من الدول العربية من حالة الصمت والترقب ويتحول موقفها من الصمت والحياد إلى الانحياز للحق العربي في الدفاع عن النفس، ومواجهة الأعداء والساعين للعبث في أمننا القومي وفي مقدمتهم إيران، وأضاف الكعبي أنه لا مجال للحياد والمواقف الرمادية تجاه الدولة الفارسية ومواقفها العدائية تجاه المملكة والدول العربية، وأكد الكعبي على أهمية أن لا تتأخر الدول العربية في نصرة الحقوق الإسلامية والعربية، وأن تعلن عن مواقفها الصريحة تجاه الإرهاب الإيراني المتصاعد في المنطقة وتغذيتهم للصراع الطائفي، وقال «على أمريكا أن تخرج من حالة التذبذب في مواقفها تجاه الدول والشعوب العربية». وأضاف الكعبي أن الدولة التي تقف مكتوفة الأيدي تجاه جرائم إيران وبشار الأسد وصالح والحوثيين وحزب الله والميليشيات الطائفية البغيضة في العراق لا تستحق صفة الدولة العظمى، والدول تنال عظمتها من مواقفها الإنسانية وخدمتها للبشرية لا من فسحها المجال أمام أعداء الإنسانية والبشرية. وأكد الكعبي أن لقاء قادة مجلس التعاون ومن ثم لقاءهم مع الرئيس الأمريكي سيسهم في تعديل الموقف الأمريكي تجاه إيرانوسوريا خاصة أن قادة المجلس سيكونون على كلمة واحدة، وعلى أمريكا قراءة مصالح دول وشعوب المنطقة إلى جانب مصالحها، ومن المرجح أننا نعيش نهاية نشوة الدولة الفارسية وتمددها الإقليمي، كما أننا نشاهد الأيام الأخيرة لطاغية الشام بشار الذي بدأ يتزلزل بقوة أمام تقدم الجيش الحر وانتصاراته المتتالية في سوريا.