تعقد يوم الاثنين القادم في الرياض القمة الرابعة عشرة التشاورية لقادة دول مجلس الخليج العربي ومما لا شك فيه أن قمم الرياض دائماً صاحبة المبادرات الاستثنائية و القرارات الإستراتيجية منذ بدايات تأسيس هذا المجلس الأخوي. وجرت العادة أن تعقد القمم التشاورية الخليجية بدون جدول أعمال ولا يصدر عنها قرارات ولا بيان ختامي ، ولكن هذه القمة الاستثنائية تأتي في موعد مع نتائج الهيئة الخليجية المتخصصة التي وافق القادة على إنشائها لدراسة مقترح خادم الحرمين الشريفين الذي قدمه في قمة الرياض الماضية. والتي تدعو إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وذلك إيمانا من هذا القائد المحنك لحاجة الدول الخليجية إلى الاتحاد في هذه الظروف التي نمر بها والتهديدات المستمرة من الأعداء، الذين هدفهم زعزعة استقرارنا وزعزعة الأمن في دولنا وجعلها ساحات للفوضى والخراب. فما فعلته إيران في الجزر الإماراتية حيث قام الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بزيارة استفزازية لتلك الجزر هذا العمل يناقض الأعراف الدولية وسياسة حسن الجوار وتهديد واضح وصريح لأمن الخليج، لذا وجب توجيه رسالة قوية فدول الخليج دائما تبذل المساعي السلمية لحل هذا قضية وذلك بالمفوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وهذا الاتحاد يعزز التعاون السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي لدول الخليج وأيضا هناك الملف النووي الإيراني والإسرائيلي والفراغ السياسي والأمني في العراق بعد الانسحاب الأمريكي وكذلك تطورات الأزمة في سوريا. نحن أبناء الخليج نعتبر هذا الاتحاد مطلبا حتميا وضروريا، وذلك لأسباب متعددة وأهمها نحن إخوة في العقيدة، إخوة في الدم، تربطنا العديد من العلاقات الأسرية والأخوية، وهذا يؤدي إلى الاتحاد بيسر وسهولة نظرا للاحترام المتبادل بيننا. أنعم الله علينا في هذه الدول بثروات عديدة جعلتها مهددة من الأعداء التي تطمع بثرواتها، فالاتحاد يجعلنا صف واحد نقف من أجل أن رد كيد الكائدين في نحورهم، فاتحادنا قوة. يحفظ مشروع «الاتحاد الخليجي»، «الخصوصية الوطنية» لكل دولة خليجية، فيحفظ لكل دولة سيادتها والدستور التي تحكم به وكذلك النظام السياسي وأسرها الحاكمة ولا يعارض القوانين الداخلية للدول ولا يشكل سيادة إحدى الدول على الأخرى, بل يسعى إلى توفير الآليات المناسبة على طريق تأمين المنطقة، وتحصينها ضد المخاطر التي تحدق بها والأجندات الإقليمية والدولية، بما تحمله من بذور للفتن الطائفية وفرض الهيمنة واستنزاف الموارد. قد يكون في هذه القمة اتحاد ثنائي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية لأنه أمر مهم في هذا الوقت وقد يكون حلا لمشاكل البحرين القائمة الآن لوقف المد الصفوي الخطير على المنطقة والانفلات الأمني في العراق وسوريا والتدخلات الخارجية. نحن لدينا تجربة من أنجح التجارب في الاتحاد وهي الاتحاد بين الإمارات السبع وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة العام 1971م. حفظ الله الخليج العربي من كل مكروه في ظل قادة المخلصين. (*) الصندوق السعودي للتنمية - متخصص في التنمية - عضو الجمعية السعودية للمحاسبيين