وصف وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي لقاء القمة المرتقب بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأميركي باراك أوباما، في منتجع كامب ديفيد، المقرر في 13 – 15 أيار (مايو) الجاري، على خلفية الاتفاق الإطاري النووي بين إيران ومجموعة 5+1 ب«الصعب». وقال في اتصال مع «الحياة» أمس (الإثنين): «على أميركا أن تحدد أولوياتها خلال اللقاء، وتجيب على سؤال واضح ومحدد هو أين ومع من تقف؟»، واصفاً اللقاء ب«المواجهة التي تقودها السعودية لكشف ضبابية الموقف الأميركي تجاه عدد من الملفات الإقليمية المهمة، ومن بينها الملف النووي الإيراني، وملف الأحداث في اليمن، وموقفها من التطرف والإرهاب بشكل لا يحتمل أي تأويل». وأوضح أن القمة الخليجية التشاورية ال15 التي تعقد في العاصمة السعودية الرياض اليوم، تعكس رؤية خليجية مستقبلية لإحداث توازنات في استراتيجيتها السياسية، إذ إن حضور فرنسا كضيف شرف يكشف عن إرادة خليجية مشتركة في التعبير عن رغبتها في إحداث تغييرات سياسية جوهرية، خصوصاً أن فرنسا أصبح لها دور أكبر في المرحلة الجديدة التي تمر بها المنطقة. واشار العرابي إلى أن «حضور هولاند القمة التشاورية يؤكد بداية حقبة سياسية خليجية جديدة، تحاول من خلالها دول الخليج التخلص من أية ضغوط أو ابتزاز سياسي من أي طرف دولي، خصوصاً أن باريس أصبحت مزوداً رئيساً لتوريد السلاح إلى دول المنطقة بعد تزويدها قطر لصفقة مقاتلات رافال المتطورة، وتعاونها العسكري عالي المستوى مع الإمارات». وحول قراءته لما سيتم طرحه من ملفات على طاولة القمة التشاورية اليوم، قال العرابي: «أعتقد أن ملف اليمن سيكون محوراً رئيساً في الملفات المطروحة للنقاش، إذ إن هناك رغبة خليجية مشتركة في إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، كما أن فرنسا ترغب في المقابل على الاطلاع على أبعاد هذا الملف وتأثيره على الأمن الإقليمي، إذ إنها معنية أكثر بمحاربة ومواجهة التطرف والإرهاب، بعد تعرضها لهجمات إرهابية عدة طوال الفترة الماضية». وأضاف: «أن ملف التطرف والإرهاب، من المتوقع أن يكون حاضراً أيضاً وبقوة على طاولة القمة، وأعتقد أن قادة دول الخليج سيطلعون عن قرب على وجهة النظر الغربية تجاه عدد من الملفات الإقليمية المهمة، خصوصاً المعنية بالحرب على الإرهاب ومواجهة التطرف، وهو ما قد يساعد في التوصل إلى موقف موحد في شأن رؤية إقليمية واضحة لطرحها خلال لقائهم بالرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد». وعن رؤيته لما ستسفر عنه نتائج القمة الخليجية – الأميركية، قال وزير الخارجية المصري السابق: «إن أميركا لديها مصالح إقليمية مهمة، وهناك قلق ملموس من قادة دول المنطقة عامة، وليس قادة الخليج وحدهم من غياب رؤية واضحة لواشنطن تجاه العديد من الملفات التي يواجهها الإقليم، وبالتالي سيكون هناك تعبير ما عن غضب خليجي تجاه غياب هذه الرؤية، وعلى واشنطن أن تدرك ذلك في تعاطيها وتعاملها مع الملفات الإقليمية الراهنة أو المستقبلية». وشدد العرابي على أن قادة دول الخليج خصوصاً السعودية ربما يطرحون على طاولة النقاش مع أوباما سؤالاً ملحاً، وعلى واشنطن الإجابة عنه بوضوح، وهو(أين ومع من تقف أميركا؟)، إذ إن حالة الضبابية في المواقف الأميركية، تزيد من حالة الاحتقان الإقليمي، وهو ما يؤدي إلى مزيد من التوتر والاضطراب، ما يهدد بصعوبة السيطرة عليه مستقبلاً. وقال: «أما موضوع تهدئة واشنطن للمخاوف الخليجية في شأن ملف إيران النووي، فإن هذا الأمر غير دقيق، وأن الاتفاق النهائي لم يكتمل بعد، فكيف تهدئ واشنطن من مخاوف نتائج اتفاق لم تكتمل أركانه بعد، وهذا أمر أيضاً يصب في اتجاه الضبابية الأميركية المربكة التي تزيد من حدة الغموض والاحتقان في ملفات إقليمية مهمة مثل البرنامج النووي الإيراني». وأشار إلى أن قادة دول الخليج سيبحثون عن إجابات واضحة تشفي غليلهم تجاه الرؤية الأميركية للتطرف والإرهاب، والموقف الأميركي من الملف النووي الإيراني، كما أنهم ربما يؤكدون خلال اللقاء على أن الانتقائية في محاربة ومواجهة الإرهاب ذو تأثير سلبي على أمن واستقرار المنطقة، واصفاً اللقاء ب«المواجهة المصيرية» لواشنطن التي عليها تحديد موقفها بوضوح وصراحة تجاه ملفات تشغل قادة دول الخليج خصوصاً السعودية.