توقعت الأممالمتحدة اتفاق الأطراف المتحاربة في ليبيا على أسماء قيادات حكومة وحدة وطنية خلال أسبوع، في وقتٍ أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً استهدافها بالطيران مخزناً للسلاح في منطقة ترهونة قرب طرابلس، لكن القوات المسيطرة على العاصمة ذكرت أن الغارة استهدفت مخيماً للاجئين وقتلت 8 مدنيين.وفي تصريحٍ له على هامش اجتماعات رؤساء بلديات ليبيين في بروكسل؛ قال المبعوث الأممي لحل الأزمة الليبية، برناردينو ليون، إن الأطراف المتحاربة في ليبيا قد تتفق هذا الأسبوع على قيادات حكومة وحدة وطنية لمحاولة إنهاء الصراع في البلاد. ومع تأكيده على وجود فرصة لإحراز تقدم على مستوى الحوار السياسي؛ وصف ليون المناقشات بالصعبة قائلاً «الأمر لن يكون سهلاً». وكان مقرراً انتهاء المحادثات في العاصمة البلجيكية أمس الأول، لكن تم مدها ليومين آخرين. ومؤخراً؛ تجدَّد القتال في طرابلس التي تريد الحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني استعادتها من إدارة موازية بقيادة «فجر ليبيا» سيطرت عليها الصيف الماضي. ويوم أمس؛ شنت طائرة للقوات الموالية لحكومة الثني غارة على منطقة ترهونة قرب العاصمة؛ قالت إنها استهدفت مخزناً للسلاح، لكن «فجر ليبيا» أعلنت أن الهجوم أصاب مخيماً للاجئين وأدى إلى مقتل 8 مدنيين. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة التابعة لحكومة الثني، العقيد أحمد المسماري، إن «الغارة الجوية استهدفت مخرناً للسلاح» تابعاً لقوات «فجر ليبيا» في ترهونة على بعد نحو 80 كلم جنوب شرق طرابلس. وذكر في تصريحاتٍ صحفية أمس أن «عناصر من فجر ليبيا اقتحموا بعد الغارة منزل ضابط في الجيش فُقِدَ أثره منذ عامين، وقاموا بقتل زوجته وابنته وابنه وشقيقه وأشخاص آخرين كانوا في المنزل». غير أن مصدراً أمنياً في العاصمة ذكر أن «الغارة استهدفت مخيماً للاجئين ليبيين في ترهونة ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين»، نافياً علمه بحادثة اقتحام منزل الضابط. من جهتها، أفادت السفيرة الأمريكية لدى ليبيا، ديبورا جونز، بأن 8 مدنيين قُتِلُوا في ضربة جوية قرب طرابلس أمس. وقالت جونز في تغريدةٍ على موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة «أنباء فظيعة من ترهونة اليوم، حيث قُتِلَ ثمانية أبرياء من نازحي تاورغاء»، وتابعت السفيرة الموجودة حالياً خارج ليبيا «العنف ليس في مصلحة أحد». في موازاة ذلك، أعلن العقيد المسماري أن «قوات الجيش تمكنت من إسقاط طائرة لجماعة فجر ليبيا في منطقة الرجبان» المحاذية للزنتان والواقعة على بعد نحو 170 كلم جنوب غرب العاصمة. ورد المصدر الأمني في طرابلس بالقول «سمعنا بهذا الخبر لكننا لم نتأكد منه بعد». بدورها، ذكرت وسائل إعلام ليبية قريبة من الحكومة المعترف بها دولياً، ومقرها مدينتي البيضاء وطبرق في الشرق، أنه تم أسر طيارَين وقتل أحدهما. وتشهد ليبيا منذ أشهر صراعاً على السلطة تسبب في نزاع مسلح وانقسام البلاد بين حكومتين، واحدة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وأخرى مناوئة لها تدير العاصمة بمساندة قوات «فجر ليبيا». ويتبادل الطرفان الغارات على المناطق الموالية لكلٍ من الحكومتين ويخوضان مواجهات في مناطق عدة. وتشمل هذه المواجهات منذ أيام مناطق قريبة من جنوب العاصمة في إطار ما تعده حكومة الثني بداية لعملية عسكرية تهدف إلى «تحرير طرابلس». وتدور الاشتباكات المسلحة رغم تحذيرات بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا من أن الأعمال العسكرية الجارية قد تعرقل الحوار الذي يخوضه الطرفان في المغرب حالياً برعاية المنظمة الدولية بغرض تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الفوضى السياسية والأمنية.