عبرت الولاياتالمتحدة و4 دول أوروبية كبرى عن مخاوفها من تحول ليبيا إلى "ملاذ آمن للإرهاب الدولي"، ودعت إلى وقف "فوري" للقتال بين "القوات الحكومية" و" الميليشيات" المسلحة في البلاد. وجاءت الدعوة بينما يتصاعد القتال بين الطرفين للسيطرة على طرابلس، العاصمة، وبنغازي، ثانية كبريات المدن الليبية. وفي بيان مشترك، استنكرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا العنف الدائر في ليبيا. ودعوا إلى "وقف فوري للعمليات العدائية". وأضاف المشاركون في البيان إلى أنهم "يدينون جرائم كيانات أنصار الشريعة، والعنف المستمر في المناطق بأنحاء ليبيا بما فيها (العاصمة) طرابلس وما حولها". وكانت السفيرة الأمريكية في ليبيا ديبرا جونز قد قالت في تغريدة على تويتر الجمعة "ندين هجمات أنصار الشريعة على الشعب الليبي". وأشارت السفيرة إلى أن "مواجهة المنظمات الإرهابية ضروري، ويجب أن يتم بقوات مسلحة نظامية تحت قيادة سلطة مركزية ديمقراطية خاضعة للمحاسبة". وقالت القوى الكبرى "الحرية التي يسعى إليها الليبيون بشق الأنفس، عرضة للخطر لو سُمح للجماعات الإرهابية الليبية والدولية باستخدام ليبيا كملاذ آمن". ومنذ سقوط نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011 ، فشلت الحكومات المؤقتة المتعاقبة على تشكيل جيش نظامي وطني ، واستشرى نفوذ الميليشيات المسلحة التي تتمتع بدعم الدولة. وكانت الميليشيات الإسلامية المسلحة، ومنها أنصار الشريعة، التي حاربت لإسقاط القذافي قد سيطرت على طرابلسوبنغازي. وقال عبد الله الثني، رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا، الجمعة إن القوات المسلحة في ليبيا توحدت لاستعادة المدينتين. ونقلت وكالة فرانس برس عن الثني قوله " كل القوات المسلحة وُضعت تحت قيادة الجيش لتحرير طرابلسوبنغازي قريبا". وجاء تصريحات الثني بعد أيام من بدء الجنرال السابق خليفة حفتر ، المناوئ للإسلاميين الذين يعتبرهم إرهابيين، عملية عسكرية ضد الميليشيات الإسلامية في بنغازي، شرقي ليبيا، بمساندة وحدات من الجيش والمدنيين. وقال الثني إن هذه العملية "تحت سيطرة الجيش النظامي وسيطرة الحكومة والبرلمان". وانتقد ما وصفه بنقص المساندة من المجتمع الدولي. وطالب بأسلحة ومساعدة أجنبية في القتال ضد الإسلاميين. غير أن الدول الكبرى اتفقت في بيانها على أنه "لا حل عسكري للأزمة الليبية". وقالت إنها مستعدة لفرض عقوبات فردية على هؤلاء "الذين يهددون سلام أواستقرار أو أمن ليبيا أو يعيقون أو يقوضون العملية السياسية". وعبرت عن "قلقها" إزاء الهجمات التي تشنها القوات الموالية للجنرال حفتر. وقالت تقارير إن 66 شخصا قتلوا في بنغازي منذ بدء هجوم قوات حفتر على بنغازي، بينهم ثمانية قتلوا السبت في حين لقى أربعة مصرعهم في هجوم انتحاري الجمعة. وكانت حكومة الثني والبرلمان، المنتخب يوم 25 يونيو/ حزيران الماضي، قد لجآ إلى طبرق، شرقي البلاد فرارا من قوات فجر ليبيا بعد سيطرتها على طرابلس في نهاية شهر أغسطس/آب. وقوات فجر ليبيا هي تحالف يضم وحدات مسلحة إسلامية تعتبر البرلمان وحكومة الثني غير شرعيين. ورغم رفضه للإسلاميين، قال الثني إنه "يرحب بمشاركتهم في بناء دولة ديمقراطية".غير أنه اشترط "أن يقبلوا خيارات الشعب الليبي".