تراجع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن استقالته، وأصدر بيانا مساء أمس دعا فيه المجتمع الدولي إلى حماية العملية السياسية من «الانقلاب الحوثي». وجاء بيان هادي مذيلا بتوقيع «رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي» عقب وصوله إلى عدن، تمسكه بالعملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ودعا لعقد هيئة الرقابة على الحوار في تعز أو عدن إلى حين خروج المليشيات الحوثية من صنعاء. ودعا هادي إلى رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكل رجالات الدولة وإطلاق المختطفين. وأكد الرئيس في بيانه على تمسكه بالعملية السياسية التي تستند إلى المبادرة الخليجية، واعتبر الرئيس هادي في بيانه أن كل الخطوات والتعيينات التي اتخذت بعد دخول المليشابت الحوثية وسيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي باطلة ولا شرعية لها. وطالب الرئيس في بيانه المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات لحماية العملية السياسية ورفض الانقلاب. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي وصل فجر أمس إلى مدينة عدن بعد أن استطاع الخروج من حصار الحوثيين لمنزله، فيما اقتحم الحوثيون منزل هادي ونهبوا محتوياته وأصيب ثلاثه من حِراسة منزله بجراح أثناء عملية الاقتحام. وقالت وزير الإعلام في حكومة «الكفاءات» المستقيلة، نادية السقاف، إن جماعة الحوثي، شددوا الحراسة حول منزل رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح ووزير الخارجية عبدالله الصايدي. بحسب ما نقل موقع المشهد اليمني. وقالت السقاف، إن المعادلة السياسية وموازين القوى تغيرت بعد وصول هادي إلى عدن وتأمينه من الأمن المركزي واللجان الشعبية في عدن. وتوجه هادي إلى عدن بقافلة من عشرات العربات عبر مدينة تعز التي لا تخضع للحوثيين. وقال مسؤول أمني في عدن إن هادي يقيم في المقر الرئاسي في حي خور مكسر الدبلوماسي في المدينة الجنوبية. وقال موقع المشهد اليمني الإخباري نقلا عن مصادر خاصة إن قيادات حزبية واستخباراتية وعسكرية وقبلية هي من سهلت انتقال الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن سرّا. وبحسب تلك المصادر فإن قيادات من حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام وقيادات عسكرية واستخباراتية رتبت لانتقال الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن منذ أسبوعين وبطريقة سرية، وأن تلك القيادات عكفت على مدى الأسبوعين الماضيين على وضع عديد من الخطط الكفيلة بنقله إلى مدينة عدن أو تسفيره إلى الخارج بغرض العلاج. وأشارت المصادر أن أنباء احتضار الرئيس عبدربه منصور هادي، التي تداولتها وسائل الإعلام بشكل واسع كانت بداية لخطة إفلات الرئيس هادي من قبضة المسلحين الحوثيين الذين كانوا يحاصرون منزله منذ 22 يناير الماضي. وحسب المصادر غادر هادي مع إحدى الشخصيات التي حضرت إلى منزله، وأن الرئيس خرج من منزله مساء الجمعة وغادر عن طريق البر إلى عدن. وأضافت المصادر أن الرئيس هادي غادر إلى عدن عن طريق تعز بسيارة عادية وأن سيارات لمدنيين رافقته عن بعد وأنه وصل منزله الواقع في خور مكسر فجر أمس. وقال الموقع نقلا عن مصدر وثيق الاطلاع، إن اللجنة الأمنية بمحافظة عدن تعقد حاليا، اجتماعا طارئا لمناقشة تطورات الأوضاع في البلاد عقب تمكن الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي من تجاوز الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي، ووصوله إلى عدن.