أصدر الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي في ساعة متأخرة من مساء أمس، بيانا من مقر إقامته في عدن حمل صفة الرئيس، قال فيه:"لا شرعية للقرارات المتخذة بعد انقلاب الحوثي"، داعيا المجتمع الدولي إلى رفض الانقلاب وحماية العملية السياسية، معلنا تمسكه بها. وكان هادي نجح في اختراق الحصار الأمني الذي فرضه الحوثيون حول قصره لقرابة الشهر. وذكرت مصادر "الوطن" أن قوات من أبناء قبائل محافظات تعز وعدن استغلت هدوء الأوضاع في صنعاء وعملت على اختراق الطوق الحوثي، ما مكنها من الوصول إلى الرئيس هادي في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس، ونقلته بسيارات مدنية إلى عدن متنكرا في ملابس قبلية. وما إن وصل هادي إلى القصر الرئاسي في عدن حتى باشر مهماته، ووجه بإنشاء موقع جديد لوكالة الأنباء ينطلق من عدن، مؤكدا تمسكه بوحدة التراب اليمني، نافيا كل ما قيل عن توجهه للانفصال، مع تشديده على تصحيح كل الخطوات التي أساءت إلى الوحدة منذ عام 1994. كان وقع الخبر عنيفا على الجماعة المتمردة التي اتسم رد فعلها بالحدة، إذ أقدم أفرادها على اجتياح القصر الرئاسي ونهب محتوياته، كما أقدمت على اختطاف يحيى العراسي "السكرتير الصحفي للرئيس" الذي لعب دورا مهما في خروج هادي. في أول بيان يصدر عن الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، عقب مغادرته صنعاء أمس، بعد شهر من قرار جماعة الحوثي المتمردة وضعه تحت الإقامة الجبرية، وتوجهه إلى منزله في منطقة خورمكسر بعدن، قال إنه "لا شرعية للقرارات المتخذة بعد انقلاب الحوثي"، داعيا المجتمع الدولي لرفض الانقلاب، ولحماية العملية السياسية، معلنا تمسكه بها، كما دعا هادي لرفع الإقامة الجبرية عن مسؤولي الدولة في صنعاء. وحمل عنوان البيان منصب الرئيس في إشارة إلى أن هادي تراجع عن الاستقالة التي قدمها للبرلمان الشهر الماضي بعدما اجتاح الحوثيون مقر إقامته، ولم يقبل البرلمان الاستقالة منذ ذلك الحين. وطالب هادي الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي إلى الخروج منها، لافتا إلى أنه ملتزم بالخطة الانتقالية التي وضعت في 2012 التي تهدف إلى التحرك نحو الديموقراطية، وتابع "كل الخطوات والتعيينات التي اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها"، داعيا إلى انعقاد اجتماع الهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز حتى خروج الميليشيات من صنعاء". وكانت المعلومات تضاربت حول خروج هادي أمس، بعد شهر من الحصار المطبق على مقر إقامته، حيث وصفت مصادر في أسرته تحدثت إلى "الوطن"، أن هادي خرج بعملية تكتيكية واستخباراتية، موضحة أن رئيس جهاز الاستخبارات اللواء علي الأحمدي هو من خطط للعملية بالتنسيق المسبق مع الرئيس المستقيل وقيادات رفيعة في الحرس الرئاسي التي تمكنت من الدخول عبر قوات التدخل السريع. وأشارت المصادر إلى أن هناك قوات من أبناء محافظات تعز وعدن استغلت هدوء الأوضاع في صنعاء وعملت على اختراق الطوق الحوثي ما مكنها من الوصول إلى هادي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ونقلته بسيارات مدنية متنكرا في ملابس قبلية. وأشارت المصادر إلى أن هادي وصل القصر الرئاسي بمدينة عدن، في التاسعة صباحا ومارس مهماته واستدعى اللجنة الأمنية العليا في المحافظة وترأسها ووجه بإنشاء موقع إلكتروني خاص بوكالة الأنباء" سبأ" ينطلق من عدن، ووعدهم بتصحيح مسار الوحدة اليمنية التي تعرضت إلى إساءة في حرب 1994، لافتا إلى أن "الوحدة هي الأساس ولا صحة للانفصال وإنما اليمن قادم بشكل أفضل وجديد وستنفذ مخرجات الحوار الوطني". ولفتت المصادر إلى أن المجتمع الدولي أمامه حاليا فرصة كبيرة لإنقاذ اليمن كون هادي أصبح طليقا وحرا وفي مدينة تخضع إلى إرادة الدولة اليمنية. من ناحية ثانية، قال شهود عيان ل"الوطن"، إن جماعة الحوثي عقب خروج هادي عمدت لنهب منزله ونشر دوريات في الأحياء المجاورة بحثا عنه، كما أشارت مصادر إلى أن الحوثيين اختطفوا السكرتير الصحفي للرئيس اليمني المستقيل يحيى العراسي الذي لعب دورا مهما في خروج هادي، حيث دهمت منزله واقتادته إلى جهة مجهولة، فيما لا تزال تبحث عن رئيس جهاز الاستخبارات الذي تشير المعلومات إلى أنه وصل منطقته في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد وسيتوجه إلى عدن خلال الساعات المقبلة. في غضون ذلك، أكد قيادي حزبي أن خيار عدول هادي عن الاستقالة لا يزال مطروحا على طاولة النقاش بقوة بعد توافق غالبية الأطراف السياسية على النقاط التي أعلنها المبعوث الأممي جمال بنعمر. وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي علي الصراري في تصريح إلى "الوطن" أمس، أنه "لم يتم التوصل إلى أي نتائج حتى اللحظة فيما يخص عودة الرئيس هادي لكنه الخيار المطروح بقوة على طاولة الحوار المستمر بمقر الأممالمتحدةبصنعاء أمس"، موضحا أن هناك تحفظات من بعض القوى على النقاط التي أعلنها المبعوث الأممي بتشكيل مجلس انتقالي تشريعي مع بقاء البرلمان الحالي، مبينا أن القوى لم تقدم مقترحاتها حتى اللحظة فيما يخص صيغة الاتفاق الأولي. كما أبلغ مصدر حزبي "الوطن" بأن الأطراف السياسية علقت مفاوضاتها حتى يتم معرفة ما الذي يفكر فيها هادي، خصوصا فيما يتعلق بالعدول عن استقالته، فيما قدم حزب التجمع اليمني للإصلاح مقترحات حول الترتيبات الانتقالية للسلطة، وذلك في بيان صحفي وزعه أمس أكد فيه التمسك بشرعية الرئيس هادي إضافة إلى التمسك ببقاء مجلس النواب وإعادة تشكيل وتوسيع مجلس الشورى وفقا لمخرجات الحوار الوطني. وعلى الصعيد الميداني، قتل أمس متظاهر وأصيب العشرات في محافظة إب وسط اليمن على أيدي ميليشيات الحوثي التي حاولت تفريق تظاهرات مناهضة لهم. كما هاجمت ميليشيات الحوثي المسلحة مقار القوات الخاصة اليمنية المتمركزة بمنطقة الصباحة المطلة على الضاحية الغربية للعاصمة صنعاء للمرة الثانية أمس، فيما قالت مصادر إن القوات الخاصة تصدت للهجوم من دون وقوع خسائر بشرية. من جهة أخرى، قتل أربعة مسلحين وجندي في اشتباكات متقطعة بين الأمن المدعوم بلجان شعبية وعناصر مسلحة يشتبه في انتمائها إلى الحوثي بمدينة عدن أمس.