وصلت وفود الأطراف المتحاربة في جنوب السودان إلى أديس أبابا أمس لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام، في حين أعرب المفاوضون الحكوميون عن «تفاؤلهم» بالتوصل إلى اتفاق رغم استمرار القتال. وصرح وزير الإعلام ورئيس الوفد المفاوض مايكل ماكوي للصحافيين أثناء مغادرته إلى العاصمة الإثيوبية «نحن متوجهون إلى هناك بآمال كبيرة». وأضاف «نحن ذاهبون على أمل العودة ومعنا السلام لشعب جنوب السودان»، بعد فشل 7 اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار. وتردد أن وفد المتمردين وصل إلى إثيوبيا. وتواصل القتال في ولاية النيل الأعلى، بحسب ماكوي الذي حذر من أن قوات المتمردين تتشرذم ما يجعل من المفاوضات أكثر تعقيدا. وأضاف «هناك انفصال بين صفوف المتمردين، وقد يكون لهذا الانقسام تأثير، يجب أن نعرف مع من نتفاوض». والهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، الوسيط في محادثات السلام الجنوب السودانية التي بدأت في يناير 2014 في أديس أبابا، أمهلت الرئيس سلفا كير وخصمه نائبه السابق رياك مشار حتى الخامس من مارس المقبل لإبرام اتفاق سلام نهائي، لكن إنذارات سابقة مماثلة تم تجاهلها رغم التهديد بفرض عقوبات. وقد وقع كير ومشار اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار انتهكت بشكل منهجي بعد إبرامها. واندلعت المعارك في جنوب السودان في 15 ديسمبر 2013 داخل الجيش الجنوب سوداني، بسبب انقسامات سياسية قبلية تغذيها الخصومة على رأس النظام بين كير ومشار، اللذين ينتميان إلى أكبر قبيلتين في البلاد الدينكا والنوير. وتساند ميليشيات قبلية أو مجموعات مسلحة عدة هذا الفريق أو ذاك وتخرج جزئيا عن سيطرة الزعيمين. وأغرقت المواجهات المترافقة بمجازر وفظائع ذات طابع قبلي البلد الفتي في أخطر أزمة إنسانية وقادته إلى شفير المجاعة. وأعلن هذا البلد الذي يعد من أفقر بلدان العالم رغم ثروته النفطية، استقلاله عن السودان في يوليو 2011 بعد أن خاض أحد أطول النزاعات وأكثرها دموية في إفريقيا (1983-2005، مليونا قتيل) ضد نظام الخرطوم ما أدى إلى استنزافه. ولم تتوافر أي حصيلة رسمية للنزاع، لكن مركز البحوث المعروف بمجموعة الأزمات الدولية قدر عدد القتلى بما لا يقل عن 50 ألف شخص. وتقدر الأممالمتحدة أن 2,5 مليون شخص من أصل 10 ملايين نسمة بحاجة إلى مساعدة عاجلة.