علقت مباحثات السلام حول النزاع في جنوب السودان مجددا امس من دون تحقيق تقدم في مجال تشكيل حكومة وحدة وطنية او التوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق النار وفق ما اعلن الطرفان والوساطة. وقاطع الطرفان المتناحران، اي الحكومة والمتمردين منذ 15 كانون الاول/ديسمبر في احدث دولة في العالم والتي استقلت في تموز/يوليو 2011، المباحثات الرسمية التي استؤنفت في العاشر من حزيران/يونيو بعد لقاء بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق وعدوه رياك مشار. والتزم كير ومشار خلال ذلك اللقاء بالتوصل الى وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه عبثا مرتين، وتشكيل حكومة انتقالية في مهلة ستين يوما. واعلن مايكل ماكوي كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان الاثنين ان "المباحثات ارجئت اعتبارا وحتى اشعار آخر" مؤكدا "لم نحقق اي تقدم". وانضم الوفد الحكومي الجمعة الى المفاوضات التي كان يقاطعها بعد تصريحات ادلى بها في منتصف حزيران/يونيو مسؤول في الوساطة اعتبر من "الغباء" ان يفضل الطرفان المتناحرات انتصارا عسكريا على حساب سلام تفاوضي. واكد معسكر رياك مشار الذي كان يرفض الجلوس الى طاولة المفاوضات بسبب خلاف حول مشاركة منظمات دينية وجمعيات واحزاب سياسية، تعليق المناقشات. وقال حسين مار الناطق باسم المتمردين لوكالة فرانس برس: "نريد التباحث مباشرة مع الحكومة والحكومة تريد ذلك ايضا، ومع الاسف ان الوسطاء لا يدركون ذلك". وشكك في امكانية التوصل الى حل في ظرف ستين يوما معتبرا ان الوضع في جنوب السودان المهدد بالمجاعة والابادة وفق الاممالمتحدة، قد يتفاقم بسبب تعثر المباحثات. ودعت المنظمة الحكومية للتنمية (ايغاد) لدول شرق افريقيا التي ترعى المباحثات في بيان الطرفين الى "تحمل مسؤولياتهما" واستئناف المباحثات من اجل تسوية "الوضع المأساوي" في جنوب السودان. ويعود النزاع الى عداوة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رييك مشار في خلاف قسم الجيش على اسس قبلية بين قبيلتي الدينكا والنوير، وهما ابرز قبيلتين في البلد ينتمي اليهما كير ومشار على التوالي وتفرقهما احقاد قديمة. واسفرت المعارك وما رافقها من مجازر وفظائع عن سقوط آلاف وربما عشرات آلاف القتلى ونزوح اكثر من 1،3 مليون جنوب سوداني من ديارهم.