في إبريل من عام 1945 اجتمع (غوبلز) وزير الدعاية و(فونك) رئيس مصرف الرايخ الألماني فأصدروا قراراً بتهريب كل الذهب النازي إلى جبال الألب في الجنوب. كانت برلين تقصف من قاذفات الحلفاء، والجيش الأحمر يجتاح آخر خطوط الرايخ عند نهر الأودر، وبدا كامل نظام هتلر النازي في سكرات الموت. انطلقت من برلين 3 شاحنات تحت قيادة (غيورغ نيتزاباند) المسؤول عن أمناء الصندوق ومعها 10 طن من الذهب الخالص، بالإضافة إلى تحف وأوراق نقدية وأشياء نفيسة أخرى، وتروي (كريستا فيلاند) ابنة الملازم أول (كروجر) الذي رافق تلك الشاحنات، أنها كانت مع دراجتها في إحدى الشاحنات، ثم انطلقت القافلة وفيها 385 كيساً، في كل كيس سبيكتان ثقيلتان من الذهب أي أن المجموع كان 770 سبيكة. مشت القافلة في رحلة خطيرة حتى وصلت في النهاية إلى مدينة (فارخانت) بقرب (غارميش) في الجنوب في 22 إبريل 1945م، وأضيف إليها 96 كيس ذهب إضافي جاءت من ميونيخ. كان الذهب يتدفق من كل ألمانيا إلى هذه المنطقة من الألب، وهناك في مدينة (ميتنفولد) تم تسليم البضاعة إلى الرائد (فرانتس بفايفر) الذي رفض تسليم (نيتزاباند) أي ورقة استلام، وقال له: أنا لم أر ذهباً؟ فرابه الأمر. ثم إن الشحنة وشحنات أخرى بدأت بالتدفق إلى معسكر التدريب في (ميتنفولد) حتى بلغت 150 مليون دولار، حسب تقرير قناة الديسكفري. ثم إن الرائد (بفايفر) قام فنقل الحمولة مع ضباط آخرين من المدينة إلى الجبال، محمولة على ظهور البغال تحت جنح الليل. وعندما وصلت القوات الأمريكية إلى المنطقة عثرت في مدينة (ميركير) في منجم للبوتاس، على كنز هائل مكون من 8 آلاف سبيكة ذهبية من الكنز النازي، بالإضافة إلى تحف لا تقدر بثمن، ولوحات فنية نهبت من كل أوربا في الحرب. وبدأت الشائعات تقول بوجود كنز في (غارميش) وما حولها، واستطاعت القوات الأمريكية بعد تحقيق مع بعض الضباط الوصول إلى السبائك الذهبية ولكنها كانت منقوصة. وحسب تقديرات الخبير الألماني (رودولف إيلندر) والبريطاني المختص في التاريخ النازي (إيان ساير) الذي كان خلف إظهار زيف مذكرات هتلر التي نشرت في مجلة در شبيجل الألمانية، أن قسماً من الكنز ما زال مخفياً في جبال الألب، حيث افترض هتلر إنشاء جبهة مقاومة ضد الحلفاء، والمهم فيبدو أنه لا يقل عن 36 صندوقاً من الذهب اختفى، بالإضافة إلى النفائس والورق من العملات يومها، وظهر إلى السطح حالياً أن (بفايفر) ومساعديه ولمدة 3 أيام نقلوا الذهب إلى جبال (شتاين ريجل) و(كلاوسن كوبف)، ثم في وقت لاحق تم إعادة تخبئة قسم من الكنز في مكان آخر. ويبدو أن (بفايفر) المزعوم قد وقعت عليه الشبهة لاحقاً؛ فقد اختفى الرجل في الجبال بعد انهيار الرايخ الثالث، ثم ظهر إلى السطح في الأرجنتين، والذي دل على ذلك هو رجل مرافق لبفايفر باح ببعض الحقائق في مرض موته. والمعروف أن الكنز المدفون قيمته التاريخية أكثر من قيمته العملية. ومما يذكر عن الضباط الأمريكيين الذين عثروا على قسم من الكنز أن فأساً قاسياً تحطم ولم يترك أثر حز في سبائك الذهب حينما حاول بعضهم تحطيم سبيكة. كانت السبائك ثقيلة ومن الذهب الخالص. ويحاول كل من (اليندورف) و(ساير) المؤرخ البريطاني حالياً العثور على مكان الكنز من خلال دراسة جيوفيزيائية للمنطقة في جبال الألب، حيث القرية الجميلة (ليك فالخنسي). واليوم لم يبق من الحرب سوى الذكرى الأليمة لجنون الناس وبقاياهم من الذهب المخبأ ليوم الفصل العظيم. وقصص كنوز الفراعنة هي من هذه القصص المضحكة المبكية عن جنون البشر. كما ضحك الشيطان يوماً على آدم حين أغراه بملك لا يبلى؟