حذرت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أمس في مؤتمر عقد في البرلمان الأوروبي بالقول «على الغرب أن يعتمد الصرامة، لمنع النظام الإيراني من الحصول على القنبلة النووية». وأكدت أن البرنامج النووي لا يحظى بأدنى شرعية لدى الشعب الإيراني، الذي يتضور 12 ميلوناً منهم جوعاً حسب السلطات الحكومية، أنهم لا يريدون هذا المشروع. وأشارت رجوي إلى حجم الجرائم المقترفة من قبل المتطرفين في سورياوالعراق. وقالت رجوي في كلمتها، التي وصلت منها نسخة ل «الشرق»: لماذا لا تحارب الدول الغربية النظام الذي يعد عراب «داعش» وله سجل أسود بمائة مرة من داعش..؟ واستنكرت صمت الدول الأوروبية حيال عمليات القمع، التي ينفذها هذا النظام وفسح المجال للوبيات الملالي محذرة من أن التعاون مع النظام الإيراني تحت لافتة محاربة «داعش»، لا يعد حلاً، بل إنه توصية لوقوع كارثة. وخلال هذا المؤتمر، الذي أقيم متزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، استعرضت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة، السجل الدامي لنظام ولاية الفقيه والحصاد الأسود لرئيس النظام المسمى بالمعتدل حسن روحاني مشيرة إلى جرائم (رش الحامض) على فتيات بريئات أو طعن الطالبات. وأكدت أن نظام ولاية الفقيه لا يمتلك أدنى استيعاب للإصلاح ومنذ انتخاب روحاني رئيساً للنظام تم شنق ما لا يقل عن 1200 شخص حتى الآن. طيلة ربع قرن مضى لم يبلغ عدد الإعدامات بما بلغ إليه في السنة الأولى من حكم روحاني في إيران. ولم يتعرض أعضاء المعارضة للقتل وللاختطاف بقدر ما وقع عليهم خلال العام نفسه لمثل هذه الجرائم. كما لم تتعرض النساء الإيرانيات لحملات إجرامية معلنة بالقدر، الذي تعرضن له خلال هذه الفترة. وشجبت رجوي ممارسات بعض الدول الغربية، التي باتت تبرر علاقاتها اللا مشروعة مع نظام ولاية الفقيه واصفة إياها بأوهام «الاعتدالية» في نظام الإيراني. وأضافت: أن الدول الغربية جعلت حقوق الإنسان ضحية لعلاقاتها مع الدكتاتورية الدينية. وأشارت رجوي إلى أن النظام استغل زيارات الوفود الأوروبية لإيران فرصة لهم لتصعيد الإعدامات هناك. وأقيم هذا المؤتمر بمشاركة كبار الأعضاء في البرلمان الأوروبي من مختلف الكتل السياسية. وشددت السيدة رجوي في جانب آخر من كلمتها: لقد آن الوقت لمضاعفة الضغوط على النظام لأن هذا النظام أصبح في وضع أضعف وأكثر هشاشة مقارنة بالماضي. إن سقوط المالكي صنيعة النظام في العراق يعد ضربة كبرى له ما يجعل التخلي عن البرنامج النووي أصعب بالنسبة للنظام. كما أن النظام يعاني من صراع مستنزف على السلطة في قمته، وأن المجتمع الإيراني مستاء بصورة متعمقة ويتحين لاندلاع الانتفاضة. وفي جانب آخر من كلمتها، أشارت السيدة رجوي إلى أن أوروبا والولايات المتحدة وخلال مفاوضاتهما لم تلتزمتا الصمت على كارثة القمع في إيران فحسب، بل قدمتا تنازلات غير مسوغة أكثر للنظام، رغم كل ذلك فإن المفاوضات باءت بالفشل، وأنهما تركتا الخوف للعالم بأسره قائماً من حصول دكتاتورية بربرية على القنبلة النووية. وأعربت رجوي عن اشمئزازها لمواصلة الحصار للعام السادس على مخيم المعارضين الإيرانيين في العراق مطالبة الاتحاد الأوروبي «بتغيير سياسته واعتماد الصرامة حيال الدكتاتورية الوحشية الحاكمة في إيران». وأنه يجب أن تشترط أية علاقات مع النظام الإيراني بتحسن واقع حقوق الإنسان في إيران، كما أكدت أنه يجب مقاضاة رموز هذا النظام وإرغامه على التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن بإيقاف تخصيب اليورانيوم وقبوله بزيارة المفتشين الدوليين لجميع المواقع والمراكز المشتبه بها. وطالبت أيضاً برفع الحصار على مخيم ليبرتي خاصة الحصار الطبي بصورة كاملة وإحالة ملف ليبرتي إلى مؤسسات غير موالية للنظام الإيراني بدلاً عن العناصر المرتبطة به.