قال خبير استراتيجي في الشأن الايراني: إن نظام الملالي على وشك الانهيار وفي مواجهته الأزمات الداخلية والدولية المتزايدة بغرض إخماد النقم الشعبية في أنحاء ايران وللحيلولة دون اندلاع ثوران شعبي عارم, بادر النظام بمزيد من القمع والظلم والتعسف رأيا منه انه بذلك يخضع الناس لارادته الباطلة وزاد عدد الإعدامات الوحشية. وأضاف محمد اقبال الخبير الاستراتيجي في الشأن الايراني في حوار مع «اليوم» : إن طهران تسعى لانتاج السلاح النووي لتعزيز نزعتها الحربية وإثارة الفوضى في المنطقة, وفرض هيمنتها ومخططاتها التوسعية .. وتاليا نص الحوار : ما تقييمكم لعملية النقل والأوضاع في موقع ليبرتي قرب مطار بغداد بعد نقل عدد من سكان مخيم أشرف الى الموقع الجديد والمفترض أن يكون مخيما للاجئين ؟ - بعد تطمينات وتعهدات الحكومة العراقية للأمم المتحدة والإدارة الأمريكية وبعد توصيات مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية التي أوصت بها بغية تسيير وتيسير الحل السلمي لقضية أشرف وافق سكان مخيم أشرف على النقل من مدينة أشرف الى مخيم ليبرتي الذي تساوي مساحته واحدا الى سبعين من مساحة أشرف .. وافقوا على ترك المدينة التي انشأوها قبل 25 سنة بجهودهم وأموالهم ومضت 5 أشهر على تواجد عناصر مجاهدي خلق بموقع ليبرتي وانتقل اليه حتى الآن حوالي 2400 شخص من أشرف، غير أن الأوضاع المعيشية بالمخيم طبقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان سيئة جداً، وتم سجن السكان في مساحة قدرها نصف كيلومتر مربع فعليةً، وبهذا المحيط الصغير محطة كبيرة وأربع محطات فرعية للشرطة تم تزويدها بالمدرعات والرشاشات, وإرضاء للنظام الايراني منعت الحكومة العراقية ومازالت تمنع زيارة المحامين لسكان أشرف وليبرتي، وكذلك منعت زيارة ذوي السكان, وتفتقر البنى التحتية في ليبرتي للمعايير الدولية في المخيم مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي. كما منعت تعبيد وتنقية أرضية المخيم المليئة بالحجارة. كما أن الحكومة العراقية في اجراء لا إنساني لا تزال تمنع حق التنقل الحر للسكان الذي أكدت عليه المفوضية العليا لللاجئين من خلال بيانات عدة, والأسوأ من ذلك كله أن شخصاً ممن شاركوا في مجزرتي تموز 2009 ونيسان 2011 يتولى مهمة ادارة ليبرتي وهو استناد لتلك الجرائم ضد الانسانية مطلوب قانونيا من قبل المحكمة الإسبانية. إن النظام الايراني لا يزال يسعى وبشكل دؤوب الى ترسانة نووية وبأي ثمن كان ما عدا ”الوقت” هو ما يسعى الى كسبه النظام أمام مفاوضيه, وقد اختار النظام الايراني هذا النهج لصنع الأسلحة النووية منذ زمن وهذا ما يضر بالاستقرار والأمن في المنطقة وتثير نشاطاته النووية هذا القلق في المجتمع الدولي بشكل عام والشعوب العربية. ما رد فعل النظام الايراني حول الحوادث الأخيرة ؟ ولماذا يهتم النظام الايراني بهذا النقل اهتماماً بالغاً ؟ - يواجه النظام الايراني اليوم مزيدا من الضغوط والعقوبات الدولية ويعاني أزمات داخلية متزايدة وقاتلة ويتوجس النظام خيفة من صمود سكان أشرف التي يراها الشعب الايراني بصيص أمله للخلاص من النظام الفاشي في طهران, وبالتالي فلا خيار أمام نظام الملالي سوى تفكيك أشرف والقضاء عليها وبأيد عراقية، وهنا وبموجب اتفاقيات ثنائية فانه سيضغط على الحكومة العراقية للقيام بمخططاته نيابة عنه للقضاء على أشرف أو تشريدهم وطردهم من العراق نهائياً، وقد أشاد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الملالي بحكومة المالكي قائلاً : ”وإنصافاً فعلت الحكومة العراقية والبرلمان العراقي فعلاً مهما، وكان من المفضل ألا يتواجد هؤلاء الارهابيون على الأرض العراقية، لكن هذا الانجاز يستحق التقدير ولايزال يجرى على سياقه”، وبذلك بات من الواضح من أين ينبعث الإسراع في نقل سكان أشرف وخلافا للتعهدات كلها وحرمانهم من الحد الأدنى من حقوقهم. وشدد النظام الايراني على عوائل مجاهدي أشرف في السجن وأصبح أكثر حدة في نهجه معهم وصادق مجلس القضاء الأعلى على عقوبة الإعدام لمناصرين اثنين من أنصار مجاهدي خلق، وفي الأسبوع الماضي لم تسمح محكمة نظام الملالي بنقل منصور رادبور الى المستشفى وهو من المناصرين القدماء لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية، ووالد ابنين اثنين حكم عليه بالسجن 8 سنوات في مهزلة محاكمة استغرقت بضع دقائق فقط وكان جرمه الدعاية ضد النظام ومناصرة المنظمة، وقد عانى مختلف الأمراض في الكلية والرئة والنزف الدموي في المعدة وألم العظام في العمود الفقري وكسرا في الكتف بسبب التعذيب الذي مورس ضده والأوضاع السيئة في السجن، وقد امتنع السجان عن تحويله الى مستوصف السجن أيضاً، وأخيراً استشهد في21 مايو من هذا العام. ماذا تطلب المقاومة الإيرانية من المجتمع الدولي استنادا للمشاكل التي تطرقتم اليها ؟ - تطالب المقاومة الايرانيةالأممالمتحدة بأن تعترف وتعلن رسميا وباشارات دالة على الأرض بأن ليبرتي مخيم للاجئين تحت رعايتها ومسئوليتها، وبذلك ستحول دون تنفيذ مخططات النظام الايراني، وستحد من الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة العراقية، حيث تؤكد دائما أن ليبرتي موقع عبور مؤقت (تي تي إل), نظراً الى أنه مضى خمسة شهور على تواجد عناصر مجاهدي خلق سكان أشرف المنتقلين منهم الى ليبرتي بالمخيم الآن ولم يتوافر لهم الحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ولم يتم نقل للسكان الى بلدان بعيدا في الأفق. وتطالب المقاومة الايرانيةالأممالمتحدة باحترام وحماية حق التملك لسكان أشرف وتمكينهم من ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة كلها وأن تتخذ خططاً ليتمكن السكان من نقلها أو بيعها دون أي قيود تفرض عليهم، وأننا نحذر المجتمع الدولي من الخضوع والرضوخ للفاشية الدينية الحاكمة في إيران وممارسة الضغط على المعارضة المشروعة لهذا النظام الذي أعدم 120 ألفاً من أعضائها وأنصارها، ولابد أن يعرف المجتمع الدولي أن عدم دعم نضال الشعب الايراني من أجل الوصول الى السلام والديمقراطية يعكس ضعفه واستسلامه مقابل نظام الملالي المجرم في ايران الذي لن ينتج عنه إلا الخزي والذل في المستقبل القريب. نسمع هذه الأيام أخباراً بخصوص حالات الاعدامات وانتهاك حقوق الإنسان في ايران أشد مما كانت، وقد أبدت المنظمات السامية لحقوق الإنسان قلقها أكثر مما سبق .. وهل يمكنكم الادلاء بتقرير دقيق بهذا الخصوص ؟ - إن نظام الملالي على وشك الانهيار وفي مواجهته الأزمات الداخلية والدولية المتزايدة وبغرض إخماد النقم الشعبية في أنحاء ايران وللحيلولة دون اندلاع ثوران شعبي عارم, بادر النظام بمزيد من القمع والظلم والتعسف رأيا منه انه بذلك يخضع الناس لارادته الباطلة وزاد عدد الإعدامات الوحشية، وقد وصل عدد الإعدامات خلال أربعة أسابيع الشهر الماضي الى 53 فرداً ، وإضافة الى ذلك أعدم 57 سجيناً خلال أسبوع واحد من ( 17 24 مايو ) فقط أي بمعدل ثمانية سجناء كل يوم وبشكل علني، بينما تجري الإعدامات السرية على قدم وساق، وأعلن النظام في 21 مايو أن 14 سجيناً أعدموا شنقاً بشكل جماعي، وقد خشي النظام من إعلان أسمائهم ومكان إعدامهم، وفي ذلك اليوم نفسه أعدم 3 سجناء في مدينة شيراز شنقاً على الملأ العام, ويقوم النظام الإيراني بهذه الإعدامات الوحشية بغرض تخويف وترويع المجتمع وقمع الاحتجاجات والقوى المعارضة له، وقد ناشدنا ونناشد جميع المجاميع والمنظمات الدولية المعنية المدافعة عن حقوق الإنسان لا سيما المفوضية العليا لحقوق الإنسان, والمقرر الخاص للأمم المتحدة بالتحرك لوقف عملية الإعدامات الاجرامية المتزايدة في ايران، وهنا يجب التحذير من اتخاذ أي سياسة تهمش الحياد وترعى الصمت وعدم تحرك المجتمع الدولي تجاه النظام الايراني. أراد النظام الايراني والغرب نتائج ملموسة لمفاوضات البرنامج النووي ,لكنها دون نتيجة وتنظر الأوساط الدولية والخبراء النوويون إلى مقاصد النظام الايراني بارتياب بالغ ويؤكدون أن النظام الايراني يسعى الى القوة النووية.. ما تقديرك للنشاطات النووية للنظام الايراني؟ - إن النظام الايراني لا يزال يسعى وبشكل دؤوب الى ترسانة نووية وبأي ثمن كان ما عدا ”الوقت” فهو ما يسعى الى كسبه النظام أمام مفاوضيه, وقد اختار النظام الايراني هذا النهج لصنع الأسلحة النووية منذ زمن وهذا ما يضر بالاستقرار والأمن في المنطقة، وتثير نشاطاته النووية هذا القلق في المجتمع الدولي بشكل عام والشعوب العربية بشكل خاص، وكما تعلمون فان منظمة مجاهدي خلق الإيرانية كانت قد كشفت معلومات تفصيلية وفي غاية الأهمية عن المنشآت السرية والحيوية لنشاطات النظام النووية عام 2002 لأول مرة، وصادقت على تلك المعلومات مصادر مهنية مستقلة، وأكدت الأوساط الدولية على ”أن معلومات منظمة مجاهدي خلق كمصدر دقيق موثوق كونها توضح الاسم والعنوان والتأريخ والفصول ووضوح التفاصيل والجوهر والأهمية لكل الفروع من الفعاليات والمسؤوليات أيضاً، وقد اختبر النظام الايراني المواد التفجيرية في موقع بارجين عام 2006، تلك التي تمكنه من الاستفادة في عمل وانتاج القبعات الذرية الحيوية، وقد كان الهدف الحقيقي للنظام انتاج السلاح النووي دائماً والإصرار على ذلك لتعزيز نزعته الحربية وإثارة الفوضى في المنطقة أكثر فأكثر وفرض هيمنته ومخططاته التوسعية من خلال مشروعه، خلافاً لقرارات الوكالة الدولية ومجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة، ولم يوقف النظام الايراني نشاطاته النووية، إذ أكد أحد مسئولي الوكالة بفيينا لوكالة أسوشيتدبرس الأخبارية في 25 مايو الماضي، قائلا : ”تم العثور على آثار اليورانيوم المخصب بالدرجة اللازمة لصنع الأسلحة النووية للمنظومات الصاروخية في ستار ترابي تحت الأرض بموقع نووي في مدينة قم فردو خلافاً لقرارات الوكالة الدولية ومجلس الأمن، إضافة الى ذلك لم يوقف نشاطاته المتعلقة بالمياه الثقيلة مثل إنشاء منشأة لدراسة المياه الثقيلة في مدينة أراك ومنشأة للدراسات النووية (منشأة IR-40)، وحول ما تطرقتم اليه والى الذين يريدون تسيير نهج للمساومة تجاه النظام الايراني فيجب أن أقول: إن النظام الايراني المتطرف يرى بقاءه في ”سياسة التوسع” والحرب والسلاح النووي والمساومة طريقه الى بلوغ غايته، وبعض الدول التي تبرر سياساتها المساومة مع النظام الايراني تتمسك بتهديدات النظام الايراني للمجتمع الدولي واندلاع الحرب مع هذا النظام غير أن التهديد الحقيقي مع هذا النظام هو المسايرة والمساومة مع سياسات هذا النظام التوسعية وفي طيات هذا النهج الدولي تجاه نظام الملالي حرب وشر عظيم وتجنب المجتمع الدولي لذلك وإن سعى اليه يوما ما هو أمر مستحيل، والحل هو ألا نقع في فخ سياسات النظام الايراني المخادعة ومواجهة المجتمع الدولي له بكل حزم والرد عليه بقوة. يتهم المجتمع الدولي والبلدان المجاورة ايران بصورة خاصة طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار .. ما وجهة نظركم ؟ وما أسباب ذلك؟ - يقوم النظام الايراني بالتغلغل وإثارة مزيد من الأزمات والتوترات في بلدان المنطقة ويخططها حسب الحالة الخاصة الموجودة في كل بلد, ويحاول النظام الايراني تسيير هذه الخطة عبر مختلف أدواته السياسية والاجتماعية والدينية والتعليمية وغيرها، حيث يستخدم قدراته كلها في هذا المجال، وسبق ان لخص أحد مسؤولي النظام مهام مجلس النظام في نقاش داخلي عنها، وقال : ”يجب علينا في مجلس الشورى أن نستفيد من أقصى استيعابنا في هذا الاتجاه، ويجب أن نمتلك خطة الطريق ونموذجاً راسخاً بما يتناسب مع الخصوصيات المحلية في المنطقة كأساس لإدارة التوتر والأزمة, على سبيل المثال علينا أن نخطط برنامجنا عندما يُفرض أن الأمن والسلام يعودان إلى البحرين، ويحاول النظام الايراني أن يرسل عناصره الفعالة الى بلدان المنطقة للنفوذ والتسلسل عن طريق البواخر المليئة بحمولات من المساعدات الإنسانية على شاكلة قوافل الحرية ومسميات أخرى, ويوفد الطلاب المفصولين من جامعاتهم في بلدانهم الى ايران ويخصص شبكاتهم الالكترونية بإعلان التضامن مع الشيعة ليجذب مزيدا من الشباب، إلا أن محاولات النظام للتغلغل وإثارة الأزمات في دول الخليج قد فشلت. وحاول النظام أن يعقد اجتماعات تحت عنوان ”مؤتمر الصحوة الإسلامية” أو ”مجلس تنسيق التجمع العالمي للصحوة الإسلامية” وأن ينظم تطرفه وإرهابه للتصدير والهيمنة والنفوذ في الانتفاضات والربيع العربي، إلا أن خطته هذه قد فشلت.