- لا يبدو رئيس الوزراء العراقي الجديد، حيدر العبادي، مشغولاً بملف العلاقات الخارجية والرؤية الجديدة لحكومته في هذا الإطار بقدر انشغاله التام بملف الحرب على تنظيم «داعش» المتطرف الذي سيطر على مساحات من الأراضي وأخلاها من أي مظهر لوجود الدولة. - هذا الانشغال طبيعي وتفرضه أولويات المرحلة والتحديات الضخمة التي تواجه حكومة العبادي، فهو مُطالَب في المقام الأول بجلب الدعم الخارجي لقواته التي تعرضت للإضعاف خلال الأشهر الأخيرة. - لكن ملف العلاقات الخارجية لبغداد ورؤية حكومتها الجديدة للعلاقة مع إيران تحديداً يظل أحد الملفات المهمة التي تشغل بال العراقيين. - هناك تفهم داخل العراق وخارجه لأولويات المرحلة، لكن ملف العلاقات الخارجية لبغداد خصوصاً العلاقة مع طهران يعود ليفرض نفسه، خصوصاً أن الدور الإيراني تسبب في فترة وجود نوري المالكي في أزمة سياسية كبيرة قادت إلى أزمات أمنية واجتماعية استغلها المتطرفون لبسط نفوذهم وتنفيذ خططهم التوسعية. - سبب الحديث عن الملف هذه الأيام هو ما بثته وسائل إعلام إيرانية وعراقية مؤخراً عن مشاركة قيادات عسكرية إيرانية من قوة الحرس الثوري في معارك داخل الأراضي العراقية. - هذه الأنباء التي لم تعلق عليها حكومة العبادي إلى الآن؛ دفعت ساسة عراقيين إلى الحديث مجدداً عن العلاقات الخارجية لبغداد في هذه الحقبة، وطرح التساؤلات عن الدور الإيراني وما إذا كان رحيل المالكي أدى إلى انحساره من عدمه؟ الأسئلة ستظل مطروحة إلى أن يتعاطى العبادي مع هذا الملف.