إلتقى نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن رئيسي الوزراء العراقيين، السابق إياد علاوي والحالي نوري المالكي، وشارك الجيش بالاحتفال بعيد استقلال الولاياتالمتحدة، وحضر وزوجته مراسم منح الجنسية لجنود. وتباينت مواقف القوى السياسية العراقية من زيارة بايدن. وابلغ القيادي في ائتلاف «العراقية»، بزعامة علاوي، جمال البطيخ «الحياة» انه تطرق خلال «اجتماعه وعلاوي مساء (اول من امس)ازمة تشكيل الحكومة، وأن زعيم «العراقية» أبلغه «تمسكه برئاسة الحكومة. بعد أن أجرى عرضاً مفصلاً للازمة الحالية وما تتعرض له قائمته من محاولات اغتيال، فضلا عن محاولات عزلها ونزع حقها الدستوري منها»، مشيراً الى ان بايدن «أصغى باهتمام الى وجهة نظرنا». وعن التقارب الاخير بين «دولة القانون» و»العراقية» اكد البطيخ ان « نائب الرئيس الأميركي رحب بهذا التقارب باعتباره الخيار الديموقراطي الذي يفرض حصول القائتمين الاكثر تمثيلاً للناخبين على فرصة لتشكيل الحكومة». ولعب التقارب بين علاوي والمالكي، بعد قطيعة سنوات دوراً في كسر الجمود الذي يلف المشهد السياسي بعد الانتخابات التي جرت في 7 اذار (مارس) الماضي، وفرض سيناريوات جديدة قد تفضي الى توافقات لتشكيل الحكومة قبل عقد جلسة البرلمان الثانية منتصف الشهر الجاري. وتنص المادة 72 الفقرة (ب) من الدستور على ضرورة اختيار رئيس للبرلمان خلال شهر من عقد الجلسة الاولى. إلى ذلك قال مصدر في السفارة الاميركية في تصريح الى «الحياة» ان «زيارة بايدن للاطلاع على مواقف الكتل السياسية من تشكيل الحكومة»، مشيراً الى انه «سيلتقي كبار قادة الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات للاستماع الى طروحاتهم». وشارك بايدن برفقة زوجته جيل امس في مراسم منح الجنسية الاميركية لنحو مئة وخمسين جندياً في حضور قائد القوات الاميركية الجنرال راي اوديرنو في قصر الفاو غرب بغداد قرب المطار. ويتحدر المجنسون من 56 بلداً بينها البرازيل وكوريا الجنوبية. وقال بايدن «ها نحن في مكان للديكتاتور الذي استعبد شعباً ودافع عن كل ما نرفضه نحن في قصر من الرخام يكذب ما كان يدافع عنه». واضاف «بالنسبة الي، ان هذا الحفل يبقى شكلياً فأنتم اميركيون. فلنجسد ذلك رسمياً». وخاطب العسكريين قائلا ان «امنكم كان ويبقى اولوية لدى الرئيس باراك اوباما ولدي شخصياً. اقول بكل بساطة نحن مدينون لكم». وتوقع ائتلاف «العراقية» أن تجعل زيارة بايدن الحوارات الجارية بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة أكثر جدية، استبعد في الوقت نفسه أن تفرض واشنطن رؤية معينة . وقال القيادي في القائمة جمال الكربولي في بيان اصدره امس ان «زيارة بايدن ستعجل في الحوارات بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة وتجعلها أكثر جدية «، مبيناً أن «نائب الرئيس يسعى إلى التسريع بتشكيل حكومة متوازنة تسهم في صناعة الاستقرار وتأمين الانسحاب من البلاد في موعده المحدد. وسيسعى إلى حل خلافات بين الكتل، من خلال تقريب وجهات النظر لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد». و قال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» علي الاديب إن الزيارة تهدف الى حل مشاكل الملف العراقي ، مشيراً الى أن «العراق يمر بمرحلة حساسة ومهمة، تتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة وخفض عدد القوات الاميركية إلى 50 الف جندي في عموم العراق بداية ايلول المقبل». وأوضح أن «الولاياتالمتحدة حريصة على تشكيل الحكومة بالسرعة الممكنة لتتمكن من تسلم المسؤولية ومنع حدوث فراغ في البلاد، وزيارة بايدن خلال هذه المرحلة دليل على أنه مهتم بموضوع تشكيل الحكومة من خلال الاستماع إلى الاطراف العراقية». وقال الناطق باسم الحكومة القيادي في «دولة القانون» علي الدباغ ل «الحياة» ان «الولاياتالمتحدة هي اكثر الاطراف الدولية قلقاً وانشغالا بمستقبل العراق وهي في الوقت نفسه اقل الاطراف تدخلا في شؤونه الداخلية خصوصاً في مفاوضات تشكيل الحكومة وزيارة بايدن تندرج في إطار تسريع تشكيل الحكومة». وفي مقابل ترحيب قائمتي علاوي والمالكي بزيارة بايدن، تحفظ «الائتلاف الوطني» الذي يضم احزاباً شيعية عن الزيارة في ظل مخاوف من اقصائه في حال تحالف علاوي والمالكي . وكان وصف تقاربهما قبل ايام «بالمؤامرة الاميركية» لتشتيت «التحالف». وندد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالضغوط الاميركية لتشكيل الحكومة وقال في بيان امس»انصح المالكي واياد علاوي بعدم السماح للمحتل بالتدخل، بل يكون اجتماعهم من اجل تطبيق الاجندة العراقية لا الاميركية». واضاف الصدر الموجود في ايران «ادعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب لأن يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح او الاصلح، فإن اطالة الفراغ فيه مفسدة». واعتبر القيادي في «الائتلاف الوطني» محمد ناجي أن»الوفد الذي وصل الى العراق برئاسة جوزيف بإيدن يؤكد ان العراق مازال محتلا وللولايات المتحدة وصاية عليه». واضاف في تصريحات صحافية امس ان « الولاياتالمتحدة تريد من القائمة العراقية تشكيل الحكومة لتغليبها سياسياً. والوفد الاميركي سيعمل على دعمها فالأميركيون يدعمون الخط العلماني وهم يريدون إبعاد الخط الإسلامي». على صعيد آخر، حدد ائتلاف القوى والاحزاب الكردية نقاط المفاوضات مع ائتلاف «العراقية»، مركزاً على التزام الدستور والعمل وفق مبدأ التوافق، ووضع نظام داخلي لمجلس الوزراء ، وتفعيل المجلس السياسي للأمن الوطني، وحل المشاكل العالقة بين اقليم كردستان والحكومة المركزية وابرزها تطبيق المادة 140 من الدستور الخاصة بمدينة كركوك.