تدور اشتباكات عنيفة بين جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة وجبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف، وتعتبر أحد فصائل الجيش الحر في عدة مناطق في ريف إدلب. وقال القيادي في جبهة ثوار سوريا محمود العكل ل «الشرق»: إن مواجهات دامية تجري بين الطرفين وتستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، منذ يومين، وأوضح عكل أن المواجهات تركزت في غرب قرية كفرنبل وفي كنصفرة ودير سنبل وخان السبل، واتهم العكل جبهة النصرة بأنها تريد السيطرة على مناطق إدلب لإجبار الناس على الخضوع لقوانينها ونشر الفكر المتطرف والمتشدد في هذه المنطقة، وأضاف عكل أن «النصرة» تختلق الأكاذيب للسيطرة على إدلب عبر ترويجهم لأكذوبة أن جبهة ثوارسوريا تقف إلى جانب أمريكا للقضاء على «النصرة»، كما أنها تريد إزاحة ثوار سوريا الذين وقفوا في وجه «داعش»وطردتهم من تلك المناطق، وأضاف أن «النصرة» تعتبر جبهة ثوار سوريا العثرة الأخيرة في بسط نفوذها والترويج للفكر المتشدد والمتطرف، ونبه عكل إلى أن جبهة ثوار سوريا هي الفصيل المعتدل الأقوى على الساحة السورية، وسيطرة «النصرة» على ريف إدلب سينعكس سلبا على مستقبل الثورة السورية برمتها ويكون بمنزلة نهاية الاعتدال في الثورة. وقال عكل إن هجوم النصرة على مواقع ثوار سوريا وافتعال معارك معها لا تصب إلا في مصلحة نظام الأسد الذي تقدم في أكثر من موقع في ريف حماة وإدلب قبل أيام. وعن السبب المباشر لحدوث هذه المواجهات الآن أوضح عكل، أن «النصرة» استغلت توقف التحالف الدولي على مواقعها في ريف إدلب لتوسع نفوذها ومناطق سيطرتها ليس على حساب مواقع الأسد، بل على حساب مواقع ثوار سوريا، وأشار إلى أن هجومها على مواقع النظام في إدلب قبل أيام لم يكن سوى دعاية إعلامية وانسحبت مباشرة من تلك المواقع لتبدأ على الفور هجومها على مواقع الثوار. كما أشار العكل إلى سبب آخر هو ملاحقة ثوار سوريا لخلايا من تنظيم «داعش» وضعتهم النصرة تحت حمايتها بعد اكتشافهم وملاحقتهم من قبل الثوار. وذكر عكل أن أطرافا من الجبهة الإسلامية تقف إلى جانب النصرة كحركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام، وأن النصرة أوضحت ذلك في بيان لها دون أن تنفي هذه الجماعات أو تؤكد ما ذكرته «النصرة». وحذر عكل من تدهور أمني خطير سينتج عن هذا الصراع، خاصة أن كلا الطرفين لن يستطيع هزيمة الآخر في هذه المعارك، وأشار عكل إلى أن بعض الفصائل المعتدلة تقف إلى جانب ثوار سوريا في مواجهة «النصرة» كحركة حزم التي تشارك فعليا في القتال، فيما اقتصرت مواقف فصائل أخرى على التأييد المعنوي.