تشهد المحكمة الجزئية في أبها صباح اليوم الأحد أولى جلسات محاكمة قاتل «غدير»، في قضية شغلت أبها والرأي العام نهاية رجب الماضي، عندما أقدم زوجها على قتلها إثر خلافات نشبت بينهما طلبت المغدورة على إثرها الطلاق، ما حدا بزوجها إلى الانتقام منها بطريقة وحشية أمام أختها، التي هرعت إلى الأم كملاذ وحيد لإنقاذها من بطش زوجها، لكنها وصلت متأخرة وأبلغت الجهات المختصة التي وصلت لتجد غدير قد فارقت الحياة. وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام قد أحالت كامل أوراق القضية بعد اكتمالها بورود تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة غدير بناء على طلب والدتها، حيث حمل التقرير النهائي أن غدير ذات ال 16 ربيعاً تعرضت لضربات في جميع أجزاء جسدها. وقالت والدة غدير ل «الشرق» إن التقرير النهائي وصل، وتمكنت من الاطلاع عليه حيث قرأ لها المحقق ما يحتويه التقرير، الذي جاء فيه أن ابنتها غدير تعرضت لكسر في الحوض والوركين وكسر تحت الثدي وفي الأضلع، وكسر في الكتف اليسرى وكسر في حاجب العين وثلاثة كسور في الرقبة وتهشم في الرأس وتمزق في الأمعاء وانسكاب حاد في البطن «نزيف داخلي» وتهتك في الطحال وتهتك في الكبد. وقالت أم غدير إنه حتى اللحظة لم يتم الإفراج عن جثمان ابنتها وأنها سوف تحضر اليوم أولى جلسات المحاكمة التي يُتَّهم فيها زوج غدير بقتلها وتطالب بالقصاص منه، وأنها لن تتنازل عن حق ابنتها الشرعي ولا عن حقها كأم قُتلت ابنتها ظلماً وعدواناً، مبينة أن ابنتها غدير تعرضت قبل الحادثة بنحو 3 شهور لنزيف حاد، وفتح لديها الرحم، وقالت: إن الطبيب أوضح لها أن الزوج كان يباشرها بآلة حادة لم يتم التعرف على نوعيتها ما تسبب في فتح الرحم والوصول إلى جدار المعدة، وهو ما أخضع غدير قبل الحادثة لعملية جراحية في مستشفى النساء والولادة. وأكدت الأم أن زوج ابنتها، هو قاتلها مهما أنكر ذلك، خاصة أن أهله شهدوا من خلال التحقيقات أنه هو من اعتدى عليها. كما أوضحت التحقيقات والطب الشرعي أن معظم الضربات في جسد غدير تمت عن طريق حذاء قوي يستخدمه الفنيون في الورش والمعاهد، وهو ما طالبت هيئة التحقيق والادعاء العام من الزوج إحضاره أو الدلالة على موقعه. لكن الحادثة لم تقف عند هذا الحد، حيث حذرت أم غدير من تبعات القضية متهمة إخوة القاتل بمحاولة خطف ابنها عبدالرحمن، مطالبة الجهات المختصة بحمايتها منهم، وواصفة إياهم بالوحوش. وقالت: تم الاعتداء على ابني عبدالرحمن من قبل أعمامه قبل عدة أيام بصحبة أناس آخرين في محاولة لخطفه، حيث تعرض لضربه في الوجه لكنه تمكن من الفرار منهم. مطالبة الجهات الأمنية بحمايتها وحماية من تبقى من أبنائها من أعمامهم الذين فقدوا الرحمة والإنسانية في تعذيب فلذات أكبادها. يذكر أن الحادثة وقعت في مدينة أبها أواخر شهر رجب الماضي عندما اعتدى زوج غدير عليها في بيت أهله بسبب مشكلات وقعت بينهما، وتم حلها ودياً، غير أن الزوج ما إن طلبت منه الزوجة الطلاق حتى انهال عليها أمام شقيقتها ضرباً وركلاً، وقذف بها من فوق رأسها على البلاط حتى ظلت تنازع الموت لحين وصول شقيقتها إلى بيت أمها لتبلغها بما جرى لشقيقتها، وتنبري الأم للحادثة وتقوم بإبلاغ الجهات الأمنية والهلال الأحمر الذين وصلوا وهي في الرمق الأخير من حياتها، وتمكنت الجهات الأمنية من القبض على الزوج وإيداعه السجن لاتهامه بقتل زوجته. وكانت «الشرق» قد تناولت القضية على صفحة كاملة بكامل تفاصيلها.