أبدى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر، النقيب عمار الواوي، استعداد الجيش للتعاون مع الدول التي ستتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ودعا هذه الدول إلى التواصل مع قياداته العسكرية للتنسيق في مواجهة التنظيم المتطرف «كون الجيش الحر يعرف أماكن وجود أفراده». وقال الواوي ل «الشرق» إن مطلب الجيش الحر من المجتمع الدولي مازال قائماً، وهو تقديم السلاح النوعي كالمضاد للطيران والمضاد للدبابات. وأضاف «مقاتلونا قادرون على تحرير سوريا ومحاربة الإرهاب على جبهتي النظام وداعش، إذا ما حصلنا على السلاح النوعي». ودعا المتحدث باسم الجيش الحر أي تحالف دولي يستهدف مكافحة التطرف إلى محاربة النظام أيضاً وليس «داعش» فقط، واصفاً الثاني بأنه صنيعة الأول. ومساء الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن خطة لتوجيه ضربات إلى تنظيم «داعش» في سوريا في مؤشر على تحولٍ في التعاطي الأمريكي مع الأزمة وبعد نحو عام على تراجعه عن توجيه ضربات إلى نظام بشار الأسد على خلفية استخدام غازات سامة في غوطة دمشق. وإلى الآن، لم تتواصل الدول المتحالفة ضد «داعش» مع الجيش الحر، وطالب الأخير بالتواصل معه منعاً لوقوع أخطاء في الضربات الجوية تؤدي إلى مقتل مدنيين. وفي هذا الإطار، شكك الواوي في أن تكون المعلومات التي سيستند إليها التحالف ضد «داعش» دقيقة «إذا لم يتم التعاون معنا». وعن إمكانية التنسيق بين الجيش الحر والقوات العراقية والكردية ضد «داعش»، استبعد الواوي هذا الاحتمال وحمَّل الحكومة العراقية مسؤولية دخول أي قوات من العراق إلى سوريا. وتحدث الواوي عن الاجتماع الإقليمي الذي عُقِدَ الخميس في جدة لبحث مكافحة التطرف، وقال «أشكر المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز، على استضافة الاجتماع الذي يهدف للقضاء على الإرهاب وداعش المجرمة». في السياق نفسه، دعا نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر، هيثم العفيسي، إلى تحركٍ دولي ضد نظام الأسد يتوازى مع التحرك ضد «داعش»، واصفاً النظام والتنظيم ب «وجهين لعملة واحدة». وقال العفيسي، في تصريحاتٍ صحفية إن «لصوصاً انضموا إلى داعش لحماية أنفسهم وأشخاصا كانوا يعملون مع النظام، ولولا وجود النظام ما وُجِد التنظيم، يجب قتال الطرفين»، داعياً من سمّاهم «المقاتلين المغرر بهم إلى الانسحاب من داعش». وأيّد نائب رئيس أركان الجيش الحر ما ورد في خطاب باراك أوباما الأخير لكنه دعا إلى أن تشمل الضربات الجوية نظام الأسد. وقال «ندعو كل القوى المتحالفة أن تعمل على القضاء على النظام وليس على داعش فقط». إلى ذلك، أشار العفيسي إلى عدم وجود اتصالات حتى الآن بين هيئة أركان الجيش الحر وأي دولة ستشارك في الجهد الدولي للقضاء على «داعش»، وأضاف «لم يتصل أحد بنا حتى الآن ولم يتحدد دورنا في هذا العمل».