من المؤكد أن إعلان الرئيس أوباما عن الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي اليوم وانطلاق جولة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الشرق أوسطية لحشد التحالف الدولي للتصدي لخطورة التنظيمات الإرهابية، واستضافة المملكة غدا الخميس اجتماعا إقليميا يضم وزراء خارجية دول الخليج وكلا من مصر والأردن وتركيا وبمشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية لبحث موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحتها، يعكس حرصا سعوديا وخليجيا وعربيا ودوليا بضرورة اجتثاث معاقل تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة، ويجسد حرص المملكة التي كانت من أوائل الدول التي حذرت من خطورة داعش وضرورة وقف تمدده. ومن المؤكد أيضا، أن كيري سيجيب على العشرات من الأسئلة التي ستطرح عليه خلال جولته حول خارطة الاستراتيجية الأمريكية لضرب «داعش» ومدى استفادة الإدارة الأمريكية من تجاربها الماضية في تعاملها مع ملف الإرهاب، وهل ستقصر الاستراتيجية على ضرب «داعش» أم أن إرهاب الأسد سيكون ضمن الأجندة الأمريكية خاصة أن النظام الأسدي هو الحاضن لهذ التنظيم. ف«داعش» ولد من رحم النظام السوري وترعرع في حديقة الاستخبارات الإيرانية، والذي حاول من خلال النظام الأسدي البربري خلط أوراق الأزمة السورية التي تجاوت ثلاث سنوات ورصيد ضحاياها تجاوز مئات الآلاف بين قتيل وجريح ومعتقل، وملايين النازحين الذين تحولت خيمهم إلى قصص مأساوية. وبقدر أهمية إنشاء تحالف دولي يقضي على تنظيم داعش الهمجي، بنفس القدر المطلوب عدم ترك النظام الأسدي الهمجي يرتع ويلعب ويعيث في الأرض السورية فسادا. إن الإرهاب والبربرية التي يمارسها تنظيم داعش، لا يمكن القبول بها والسكوت عنها، ولكن على الإدارة الأمريكية أن تعي أن القضاء على «داعش» وترك المأساة السورية مستمرة بلا حل، يعني أن الاستراتيجية الأمريكية تكون قد نجحت في قتل الذئب إلا أنها تركت غنم الأسد وشبيحته يهلكون الحرث والنسل السوري خاصة أن الخطة التي سيعلنها أوباما اليوم الأربعاء ضد «داعش» قد تسربت بعض من ملامحها والتي ستكون على ثلاث مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى من خلال الضربات الجوية ضد «داعش» في العراق، وتتمحور المرحلة الثانية في فتح الباب أمام تجهيز وتدريب الجيش العراقي، أما الثالثة فهي ضرب مواقع «داعش» في سوريا. إن مواجهة «داعش» تتطلب تعزيز التعاون الدولي والعربي والخليجي لمواجهة القوى الإرهابية والمتطرفة في العراقوسوريا والمنطقة، ومواجهة التطرف والإرهاب تتطلب اجتثاث «داعش» والنصرة والقاعدة من المنطقة ولجم التدخلات الإيرانية في شوؤن اليمن وبعض دول المنطقة واقتلاع النظام الأسدي وشبيحته وميليشيات حزب الله ورميها في مزبلة التاريخ، وتكريس ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال وتقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام ومفاهيم سماحته، التي تنبذ الإرهاب والتشدد، والسعي لتغيير المفاهيم الخاطئة التي ساهمت بشكل في تشويه صورة الإسلام ونشر التطرف.