من مطلع العام حضرت مجموعة فعاليات أقيمت في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، وأهمها (معرض الكتاب، ابتكار، إثراء معرفة). وطبعاً فكرة المقارنة بين هذه المعارض خاطئة، لأن توجهاتها والجهات القائمة عليها وأهدافها مختلفة، لكن الحديث عن الأثر الآني والمستدام لها على الشرائح المستهدفة من الجمهور هو مربط الفرس، فجاء كل من ابتكار وإثراء معرفة على مستوى الحدث، ولا أقول يروقان لذائقة الجمهور بل يرتقيان بالجمهور إلى مستويات عليا في بناء التغيير المجتمعي، في التعاطي مع أسلوب حياة مرغوب يحمل إضاءات كبرى، تتوق لها النوافذ المحلية المفتوحة على مصراعيها تجاه الإيجابية، التي تحترم عقليات وذائقة وطموح وثقافة أهل هذا البلد، وإن كان الحديث حول مستوى التنظيم أو سلاسة التعاطي مع الجماهير الغفيرة أو القيمة المقدمة فهذا نجاح منقطع النظير، وإن سكن الحديث وتوقف فدون شك ترك هذان المعرضان بناء متيناً في ثقافة المعارض المجتمعية وثقافة أجيال جديدة تعترف بالعمل التطوعي والعِلم، كركيزة أساسية في بناء نجاحات كبرى في تغيير مفهوم المتعة الغنية. ويبقى معرض الكتاب قابعاً في زاوية رمادية تسودها الضبابية والتوجس، يتقاتل فيه اليمين واليسار على حدٍ سواء، ويتيه السواد الأعظم من مرتاديه في ثقافة الاستهلاك، وينتهي بجعجعة المنع والفسح والأعلى مبيعاً!! جمان: من يغرس في عقولنا أن الحرف هو فخنا السرمدي! ومن يعطل مفاهيم اقرأ والمؤمن القوي! ومن يختار معاركنا المجتمعية! أريده أن يعلم أن وقته قد أزف، فهذا الجيل اليافع أطرش باختياره، لا يسمع نعيق أحد وصلصال النجاح يملأ يديه.