قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن تنظيم «داعش» المتطرف سيطر على قرية بعيدين قرب بلدة الراعي الخاضعة لسيطرته في ريف حلب الشمالي والقريبة بدورها من الحدود التركية على بعد نحو 60 كلم شمال حلب. ويأتي ذلك بعد سيطرة التنظيم الأربعاء الماضي على 8 بلدات وقرى كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، أبرزها أخترين، إثر معارك أدت إلى مقتل 40 مقاتلاً معارضاً و12 عنصراً من «داعش»، بحسب المرصد. وتتيح هذه السيطرة للتنظيم متابعة التقدم نحو بلدة مارع، التي تعد أحد معاقل «الجبهة الإسلامية» أكبر تشكيلات مقاتلي المعارضة، ومدينة إعزاز الحدودية التي تضم معبراً حدودياً مع تركيا. ويخوض التنظيم معارك منذ يناير الماضي مع تشكيلات من المقاتلين المعارضين أدت إلى مقتل نحو 6 آلاف شخص، بحسب المرصد. من جهته، حذَّر الخبير في مركز «بروكينغز الدوحة»، تشارلز ليستر، من وقوع مقاتلي المعارضة السورية بين فكي كماشة مع تقدم «داعش» في الريف الشمالي لحلب وقوات النظام السوري من جنوب وغرب المحافظة. واعتبر ليستر، في مقالٍ على الموقع الإلكتروني لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن مقاتلي المعارضة في حلب باتوا يواجهون «خطراً وجودياً». ورجَّح أن يحاول عناصر «داعش» التقدم نحو إعزاز لقطع خط إمداد المقاتلين من تركيا والسيطرة على مارع تمهيداً لشن هجمات على معاقل المقاتلين في الأحياء الشمالية والشرقية لحلب. وتدور في داخل حلب، ثاني كبرى المدن السورية، معارك يومية منذ صيف العام 2012، وباتت السيطرة على أحيائها منقسمة بين المعارضة والنظام الذي حقق تقدماً في الأسابيع الأخيرة من جهة الشرق والشمال الشرقي. بدورها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس من أن المعارك في محافظة حلب جعلت السكان يعيشون «في ظروف مروعة». وأشارت اللجنة في بيانٍ لها إلى أنها تعمل مع الهلال الأحمر السوري لإيصال مساعدات طبية إلى كل أرجاء المحافظة في المناطق الواقعة تحت سيطرة مختلف أطراف النزاع. ونقل البيان عن نائبة رئيس بعثة اللجنة في سوريا، دافني ماريت، إن «زيادة توزيع المساعدات في المحافظة يشكل أولوية منذ أصبحنا حاضرين في شكل دائم في المدينة قبل أكثر من عام». وفي حلب أيضاً، قُتِلَ 10 أشخاص في قصف لطيران النظام على أحياء تسيطر عليها المعارضة. وأفادت مصادر بأن 10 أشخاص على الأقل قُتِلوا في قصف «بالبراميل المتفجرة» التي تلقيها الطائرات المروحية على حيَّيْن تسيطر عليهما المعارضة في المحافظة. وبحسب المصادر، فإن القتلى هم 5 أشخاص في باب النيرب «وسط» بينهم طفلان، و5 أشخاص في حي صلاح الدين «جنوب». وبات النزاع السوري متشعب الجبهات، لا سيما مع تصاعد نفوذ تنظيم «داعش» المتطرف الذي بات يسيطر على مناطق في شمال سوريا وشرقها، إضافة إلى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وفي درعا «جنوبسوريا»، قُتِلَ 14 شخصاً على الأقل أمس الجمعة في تفجير سيارة مفخخة في قرية يسيطر عليها مقاتلون معارضون في المحافظة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن 14 شخصاً قُتِلوا جرّاء انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد التقوى في بلدة نمر «بينهم طفل وسيدة وعدد من مقاتلي الكتائب المقاتلة»، مشيراً إلى وقوع التفجير بُعَيد خروج المصلين من أداء صلاة الجمعة. وتقع البلدة على بعد نحو 50 كلم إلى الشمال الغربي من مدينة درعا ويسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب المرصد. وشهدت مناطق سورية عدة تفجيرات بسيارات مفخخة بعضها نفذها انتحاريون منذ اندلاع النزاع منتصف مارس 2011، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 170 ألف شخص، بحسب تقديرات غير رسمية.