أفتقد أبوطبيلة كثيراً في شوارع الدمام»، بهذه العبارة بدأت والدة نجم الكييك محمد الموسى حديث الذكريات ل «الشرق» وقالت: «رمضان الدمام تميز قديماً برجل يجوب الشوارع قبيل وقت السحور ليوقظ النائمين لتناول وجبة السحور وسمي بهذا الاسم لأنه كان يحمل طبلة ويقوم بطرق نغمة معينة مكررة للإعلان عن وقت السحور، فقد كنا في السابق ننام مبكراً ونستيقظ قبل الأذان بساعة ونصف الساعة لإعداد وجبة السحور، التي غالباً ما تكون كبسة وتمر ولبن، أما اليوم فأصبح الاعتماد على منبه الساعة أو منبه الجوال». وأضافت «أفتقد أيضاً عادة تبادل الأطباق مع الجيران والأهل وزيارات الأصدقاء وصلة الأرحام، وفي الماضي كنا نسمع صوت المدفع إعلاناً للفطور أما الآن فنكتفي بمشاهدته على التلفاز في مكةالمكرمة، كل شيء في السابق كان طعمه مختلفاً». وزادت «كنا نجلس على المائدة باجتماع الأهل والأجداد ونساعد أمي في طهو الطعام، وإعداد السفرة بما لذ وطاب من الأطباق الرمضانية المعروفة، والخادمات والجوالات حرمت بنات الجيل من الإحساس بهذه المتعة وأغلبهن لا يساعدن أمهاتهن لهذا السبب». وعن أبرز ما يزعجها في رمضان «ازدحام الطرق وكميات الأكل المتبقية بعد الإفطار والتعود على تنوع الأطباق، الذي يحرم ربة البيت عادة من الدعاء قبل الأذان بدقائق، وتقول أقضي يومي في قراءة القرآن الكريم وتعويد الأطفال الصغار في العائلة على الصيام وصلاة التراويح في المسجد المجاور لمنزلنا وأقوم بتجهيز مائدة الفطور وعلى رأسها سيد السفرة طبق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام «الثريد»، واللقيمات والسمبوسة والهريس، وطبق حلى معروف في الشرقية ب «الساقو». وعن محمد الطفل تقول «تميز «حمود» منذ الصغر بالذكاء والفطنة وحب الاستكشاف والثقة العالية بالنفس، التي تجعله لا يتردد عن إبداء رأيه بصراحة، حمودي طفل شقي ولكن مؤدب وكثيراً ما كان يعرض عليّ المساعدة عندما يراني متعبة في المطبخ، وبدأ بالصيام من عمر التاسعة وهو من الأشخاص، الذين يعشقون الأكل المسبك أو ما نسميه بالعامي (النفس)، ويحب تناول الفطاير بأنواعها الجبنة والسبانخ وأيضاً الشعيرية والشوربة والسليق وصينية البطاطس مع الدجاج والجبنة المبشورة وكريمة الخفق والذرة».