استهلت، أمس، الجلسات العلمية وإلقاء أوراق العمل في محور الأدب وثقافة الحوار، لليوم الثاني في جامعة الإمام محمد بن سعود، التي تقيم مؤتمرها “الأدب في مواجهة الإرهاب”. وتناول أستاذ الدراسات العليا بقسم اللغة العربية، في جامعة الملك فيصل، الدكتور ظافر الشهري، في أولى جلسات اليوم الثاني، موضوع “الخطاب الأدبي ودوره في تأصيل ثقافة الحوار”، والتي ألقاها بالنيابة الأستاذ علي بن جماح، وتحدث فيها عن مصطلح الخطاب الأدبي في سياقه الفني، ودوره في التأسيس لحوار هادئ بعيداً عن المصادرة والتغييب، كما وقف على تحديد مفهوم الإشكالية في المصطلح، ومدلول هذا المفهوم قائلاً: “الخطاب الأدبي ليس بريئاً من هذه الإشكالية. وأضاف: “على من يمتلكون المنابر الإعلامية، وأتيحت لهم الفرصة والمساحة لطرح أفكارهم وآرائهم أن يكونوا قدوة صالحة تبني ولا تهدم، وتؤسس لثقافة معتدلة بنَّاءة في الحوار، وطرح الأفكار، ووجهات النظر”. كما شاركت أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية، في جامعة الدمام، الدكتورة أمل التميمي، بورقة عن “الحوار التلفزيوني وثقافة الإرهاب في الأدب الإعلامي المرئي.. التلفزيون السعودي أنموذجاً”، تناولت فيها أسلوب معالجة الإرهاب من خلال الحوار التلفزيوني، وركَّزت على سمات المحاور وآلية الحوار، وهل دفعت إلى التثقيف الجماهيري في الظاهرة، أم إن الخطاب ضاعف في التضليل، كما هدفت من خلال طرحها إلى الكشف عن فوائد الحوار التلفزيوني، في رسم صورة شخصية الإرهابي في الإعلام العربي في تحليلها لبرنامج “همومنا”، الذي بث عبر وسائل الإعلام المرئي السعودي، وقالت التميمي “الحوار التلفزيوني السعودي أتاح فرصة التواصل مع الفئة المتورطة بالعمليات الإرهابية، وكشف الحوار عن استغلال جماعات الإرهاب السياسي لفئة الشباب. وأضافت “الإرهاب الإعلامي ظاهرة إعلامية صنعها الإعلام أكثر من كونها ظاهرة اجتماعية واضحة على أرض الواقع، بالإضافة إلى أن الاعتراف بالظاهرة يُعد خطوة إيجابية تحسب لصالح الإعلام السعودي”. ومن جانب آخر، تحدث أستاذ الأدب والنقد المساعد، رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب من جامعة الفاشر، الدكتور النوراني كبور، عن أثر الأدب ونقده وترجمته في محاورة العالم الغربي، وأكد ضرورة نشر المبادئ السامية للإسلام، ونبذ مظاهر العنف والتطرف بخطاب مفتوح يجسد القيم الفكرية للإسلام، بإسناد الأدب إلى الفكر الإسلامي المعتدل، ودعا إلى مبدأ قبول الآخر، والتسليم باختلاف البشر، وقال: “لابد من تقديم أعمال أدبية متنوعة تعكس وتصحب دعوة الإسلام إلى القبول باختلاف البشر وتنوعهم الفكري، والتعاطي معهم بمنأى عن الكراهية والانغلاق، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وأن الإسلام لا يضطهد الآخر. وختم حديثه قائلاً: من الممكن للأدب العربي رصد المستجدات، وما يفرضه من تحديات من خلال استلهام التاريخ العربي والإسلامي وبلورته في نتاج أدبي ضمن أجندة الحوار. وفي آخر الجلسات لليوم الثاني، تحدث أستاذ الأدب والنقد المساعد في كلية الشريعة بجامعة الإمام، الدكتور أحمد جاد محسن، عن أثر دعوة الشعر إلى الحوار ونشر ثقافته وتناول الشعر العربي، عبر صوره المختلفة، وما تحمله من إشارات متعددة تدعو للحوار وتوظيفه لتحقيق التشويق والخيال والإقناع في لغة فنية راقية، مشيراً إلى جذور الحوار الضاربة في الأدب العربي، والقصائد الجاهلية وغزليات الشعراء ومدائحهم. وذكر أنه في صدر الإسلام كان للحوار وجود كبير لشعر المنافحة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وشعر الدعوة للدين الإسلامي”، مؤكداً أن الشعر الحواري له أثر بالغ في المتلقى في المساعدة على تجنب العراك والابتعاد عن الحروب.