تتجه الأنظار اليوم السبت إلى ملعب «أرينا أمازونيا» في ماناوس «الحارة والرطبة جدا» حيث تتواجه إيطاليا مع إنجلترا في موقعة نارية مبكرة قد تحدد مصيرهما في مونديال البرازيل، خصوصا في ظل وجود الأوروجواي إلى جانبهما في المجموعة الأولى التي تضم كوستاريكا أيضاً. وستكون الموقعة بين بطلي العالم السابقين إعادة لمواجهتهما في الدور الثاني من كأس أوروبا 2012 حين خرجت إيطاليا فائزة بركلات الترجيح بعد تعادلهما 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي في مباراة كان «الاتزوري» الطرف الأفضل فيها بشكل واضح. ويخوض الطرفان اللقاء وسط تخوف من الحرارة والرطوبة المرتفعتين في ماناوس ومن وضع عشب ملعب «ارينال امازونيا» الذي يعاني من الجفاف، ولا يقتصر الأمر على أرضية الملعب بل إن الأعمال فيه لم تنته قبل ساعات على استضافته هذه المباراة. وبإمكان برانديلي الاعتماد في المشوار البرازيلي الذي يحلم فيه الإيطاليون بتتويجهم العالمي الخامس، على عناصر الخبرة مثل صانع ألعاب يوفنتوس أندريا بيرلو وزملائه في فريق «السيدة العجوز»، المتوج بطلاً لإيطاليا للموسم الثالث على التوالي، الحارس القائد جانلويجي بوفون وثلاثي الدفاع جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزاغلي، إضافة إلى لاعب وسط روما دانييلي دي روسي، والمهاجم ماريو بالوتيلي. وفي المقابل، تدخل إنجلترا إلى نهائيات البرازيل وهي تسعى إلى التخلص من اللعنة التي تلاحقها منذ فوزها المثير للجدل على ألمانيا الغربية «4-2 بعد التمديد» في نهائي نسخة 1966 الذي أقيم على ملعب «ويمبلي» في لندن. ولم يتمكن منتخب «الأسود الثلاثة» منذ فوزه باللقب العالمي للمرة الأولى والأخيرة من الارتقاء إلى مستوى الطموحات التي عقدت عليه إذ فشل في تحقيق أي نتيجة جديرة بالثناء باستثناء احتلاله المركز الثالث في كأس أوروبا 1968 ووصوله إلى نصف نهائي مونديال 1990 وكأس أوروبا 1996. ولا يبدو أن الوضع سيتغير جدا في مونديال البرازيل 2014 رغم تمكن الإنجليز بقيادة روي هودجسون من إنهاء التصفيات دون هزيمة، كما كانت حالهم في نهائيات كأس أوروبا 2012 حين ودعوا البطولة القارية من الدور ربع النهائي على يد إيطاليا بركلات الترجيح ودون هزيمة. الأوروجواي وكوستاريكا وفي المجموعة الرابعة أيضا، يبدأ المنتخب الأوروجوياني مسعاه لتكرار سيناريو 1950 بمواجهة كوستاريكا على «ستاديو كاستيلاو» في فورتاليزا. ويدخل «لا سيليستي» إلى نهائيات البرازيل مصطحبا معه ذكريات 1950 حين تمكن من قهر «سيليساو» في معقله التاريخي «ماراكانا» «2-1» والفوز باللقب العالمي الثاني والأخير له. وتبدو الظروف ملائمة أمام «لا سيليستي» وبقيادة المدرب الفذ أوسكار تاباريز لكي يعود إلى منصة التتويج العالمي وذلك لأن أيا من المنتخبات الأوروبية لم يفز في أمريكاالجنوبية، ما يرفع أسهم الأوروجواي والبرازيل المضيفة والأرجنتين، كما أن المنتخب الأزرق عاد ليلعب دوره بين الكبار بوصوله في جنوب إفريقيا 2010 إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 40 عاما وتحديدا منذ مونديال 1970 عندما خسر أمام جاره البرازيلي «1-3» الذي توج لاحقا باللقب. كما أن المنتخب المتوج بطلا لأمريكاالجنوبية عام 2011 يملك في صفوفه لاعبين من الطراز العالمي معظمهم محترفون في أكبر الأندية الأوروبية على غرار لويس سواريز «ليفربول الإنجليزي» وادينسون كافاني «باريس سان جرمان الفرنسي»، إضافة إلى ثلاثي أتلتيكو مدريد بطل إسبانيا ووصيف بطل دوري أبطال أوروبا دييجو جودين وخوسيه ماريا خيمينيز وكريستيان رودريغيز والمخضرم دييغو فورلان «سيريزو اوساكا الياباني». في المقابل، تبحث كوستاريكا عن تكرار إنجاز نسخة 1990 عندما بلغت الدور الثاني للمرة الأولى والأخيرة في تاريخها، لكن الحظ لم يسعف المنتخب القادم من أمريكا الوسطى بعد أن أوقعته القرعة بين ثلاثة أبطال سابقين. وبلغت كوستاريكا نهائيات البرازيل 2014 عن جدارة بعد أن ضمنت بطاقتها في تصفيات الكونكاكاف قبل جولتين على نهاية الدور الأخير وقد حلت ثانية خلف الولايات المتحدة. وسيكون التركيز على القائد براين رويز، المهاجم الأنيق لفولهام الإنجليزي الذي لعب في الموسم المنصرم مع ايندهوفن الهولندي على سبيل الإعارة، وجويل كامبل، الجناح المميز لأرسنال الإنجليزي الذي دافع في الموسم المنصرم عن ألوان أولمبياكوس اليوناني على سبيل الإعارة أيضا. كولومبيا واليونان وفي المجموعة الثالثة، سيضطر الكولومبيون إلى تقبل الحقيقة المرة وهضم غياب أسطورتهم راداميل فالكاو جارسيا عن أولى مبارياتهم في المونديال أمام اليونان اليوم على استاد «مينيراو» في بيلو هوريزونتي. صحيح أن كولومبيا مرشحة قوية للتأهل إلى الدور الثاني لا بل تصدر مجموعتها الثالثة لكن شبح غياب فالكاو سيخيم على المواجهة. وفضلا عن غياب فالكاو وبيريا، لن يتمكن لاعب وسط فلوميننزي البرازيلي ادوين فالنسيا من المشاركة لإصابته، كما استدعى بيكرمان لاعب وسط ريفر بلايت بطل الدوري الأرجنتيني كارلوس كاربونيرو «23 عاما» ليكون بديلا من الدو راميريز «33 عاما» المصاب. لكن حلم إمكانية تكرار إنجاز 1990 حين تخطو الدور الأول للمرة الأولى والأخيرة من أصل أربع مشاركات سابقة «1962 و1990 و1994 و1998»، يبدو قريب المنال بعد أن وقعت كولومبيا في أسهل مجموعة ربما في المونديال مع اليونان وساحل العاج واليابان. في المقابل، تخوض اليونان الحدث الكبير للمرة الثالثة في تاريخها بعد أزمة اقتصادية كادت تطيح بالبلاد وهي تأمل في بلوغ الدور الثاني لأول مرة. ويأمل مدربها البرتغالي فرناندو سانتوس وكتيبته تكرار إنجاز عام 2004 عندما فاجأ المدرب الألماني أوتو ريهاجل العالم بإحرازه كأس أوروبا ولو بطريقة دفاعية عطلت هجوم منتخبات القارة خصوصا البرتغال المضيفة في النهائي. يعتمد سانتوس على قائد وسط فولهام الإنجليزي المحنك جورجيوس كاراجونيس الباقي من تشكيلة 2004 الذهبية، بالإضافة إلى ديميتريوس سالبينجيديس «باوك» وميتروجلو، كما يمكنه التعويل على الخبير ثيوفانيس جيكاس «قونياسبور التركي» وغيره من النجوم. اليابان وساحل العاج وفي المجموعة الثالثة، تلتقي اليابان بطلة القارة الصفراء مع ساحل العاج وصيفة بطلة القارة السمراء العام قبل الماضي اليوم على ملعب «برنامبوكو أرينا» في ريسيفي في قمة آسيوية-إفريقية مرتقبة. ويسعى المنتخبان إلى استغلال القرعة السهلة نسبيا التي وضعتهما في مجموعة متكافئة إلى جانب اليونان وكولومبيا، وذلك لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في 3 مشاركات متتالية لممثل القارة السمراء، والثانية على التوالي ل«الساموراي» بعد مونديال 2010 في جنوب إفريقيا والثالثة في تاريخ مشاركاتهم في العرس العالمي بعد الأولى عام 2002 في البطولة التي استضافوها مشاركة مع الجارة كوريا الجنوبية. وتعول ساحل العاج على جيلها الذهبي بقيادة نجم مانشستر سيتي الإنجليزي يحيى توريه ومهاجم تشلسي الإنجليزي السابق وغلطة سراي التركي ديدييه دروجبا لتحقيق إنجاز كبير في العرس العالمي وتعويض الإخفاق القاري في نسخ 2006 و2008 و2010 و2012 حيث خسرت نهائي الأولى والأخيرة بركلات الترجيح وخرجت من نصف نهائي وربع نهائي الثانية والثالثة على التوالي. فيما، ستكون اليابان بدورها مطالبة بالفوز على غرار ساحل العاج لرفع المعنويات في أفق المباراتين المتبقيتين وبلوغ الدور الثاني. وتذوق اليابانيون حلاوة الدور الثاني في مناسبتين عام 2002 مع الفرنسي فيليب تروسييه و2010 مع المدرب تاكيشي أوكادا، علما بأنها كانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها لولا خسارتها بركلات الترجيح أمام الباراجواي.