اقتحم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» أمس الخميس مدينة البوكمال في شرق سوريا، وتقدمت عناصره فيها وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين للنظام أبرزهم عناصر جبهة النصرة، في محاولةٍ للسيطرة على المدينة ومعبرها الحدودي مع العراق. إلى ذلك، تبنت جبهة النصرة تفجير السيارتين المفخختين في مدينة حمص أمس الأول «الأربعاء»، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) اقتحمت فجر الخميس مدينة البوكمال في محافظة دير الزور وخاضت اشتباكات عنيفة مع عناصر جبهة النصرة والكتائب الإسلامية» التي تسيطر على المدينة. وأوضح أن عناصر «داعش» سيطرت على أجزاء من المدينة، منها جسر السياسية والفرع السابق لحزب البعث وصوامع الحبوب، مشيراً إلى أن الاشتباكات «أدت إلى مقتل 24 عنصراً على الأقل من الطرفين». ولفت عبدالرحمن إلى سعي «داعش» إلى «السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق»، الذي يربط البوكمال بمحافظة الأنبار المعقل الأساسي ل «داعش» في غرب العراق. واعتبر مدير مرصد حقوق الإنسان أن عناصر «داعش» تحاول استعادة نفوذها في دير الزور عبر التقدم من ثلاثة محاور هي «جنوب الحسكة» و»الأراضي العراقية» و»منطقة البادية السورية». وبحسب المرصد، ما زالت الاشتباكات مستمرة بين «داعش» ومقاتلي المعارضة في البوكمال. من جانبه، أكد قائد ميداني معارض قدم عن نفسه باسم «أبو حسن» أن المعارضين «ما زالوا يسيطرون على المعبر الحدودي مع العراق»، موضحاً أن «داعش هاجمت مراكزنا في البوكمال، وأن اشتباكات دارت في ثلاث قطاعات تبعد 15 كلم عن وسط المدينة». وتقع المدينة على الحدود العراقية في محافظة دير الزور الغنية بآبار النفط، وفقد النظام السوري سيطرته عليها منذ نوفمبر 2012. وانسحب مقاتلو «داعش» في 10 فبراير الماضي من كامل محافظة دير الزور بعد معارك مع مقاتلين بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وطردت النصرة والكتائب الإسلامية من البوكمال اللواء المقاتل المبايع للدولة الاسلامية الذي كان يسيطر على المدينة. وأتت الاشتباكات ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع يناير بين التنظيم المتطرف وتشكيلات من المعارضة المسلحة. وفي حمص «وسط»، أعلنت جبهة النصرة في بيانٍ على حسابها الرسمي على موقع «تويتر» عن تحقيق «اختراق أمني كبير في حي كرم اللوز أحد معاقل شبيحة النظام (جيش الدفاع الوطني)، حيث تم ركن سيارتين مفخختين في شارع الخضري بحي كرم اللوز، ليتم تفجير الأولى يوم الأربعاء وبعد نصف ساعة وأثناء تجمع الشبيحة انفجرت الأخرى في نفس الشارع». وكان الهجوم المزدوج، الذي وقع الأربعاء في الحي ذي الغالبية العلوية، أدى إلى مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من مئة بجروح. وبعد ساعات على التفجير، قُتِلَ 14 شخصاً بينهم أطفال ونساء في حي كرم الزيتون المجاور، الواقع تحت سيطرة النظام، بعد إطلاق نار عليهم من مسلحين تضاربت المعلومات حول هويتهم. وبحسب رامي عبدالرحمن، فإن المسلحين «يُعتقَد أنهم من عناصر اللجان الشعبية الموالية للنظام، مؤكداً أن «جميع الضحايا هم من المسلمين السنة». وفي مدينة حلب «شمال»، تقدم مقاتلو المعارضة في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء «شمال غرب». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار من جهة أخرى في محيط مبنى المخابرات الجوية، ولفت إلى «سيطرة جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة بشكل كامل على مبنى الخدمات الفنية (وهو مبنى تابع لبلدية المدينة) قرب مبنى المخابرات الجوية». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في 22 مارس الماضي على جبل شويحنة الاستراتيجي شمال غرب حلب، الذي يعد بمنزلة خط دفاع أساسي للنظام عن مدفعيته في حي الزهراء، التي تقوم بقصف مناطق في ريف حلب الشمالي والغربي.