قالت الطفلة غادة أبا حسين، إن طلاب المدارس يعانون من عدم تفهم المعلمات لمريضات السكري، مثل الحاجة لشرب الماء أثناء الحصة الدراسية والذهاب إلى دورة المياه عدة مرات، وكذلك الأكل والشرب عند الهبوط المفاجئ. وقررت خلال مشاركتها في الجلسة الثانية لملتقى التوعية «وعي 2014»، كتابة مذكراتها مع مرض السكري لتشارك به الأطفال المصابين. واستعرضت غادة (13 عاماً) تجربتها مع مرض السكري أمام الحضور بقولها «انتابتني في التاسعة من عمري أعراض غريبة كالإرهاق الشديد والعطش والتبول بكميات كبيرة ونزول في الوزن وشحوب بالوجه، وبعد التحاليل أخبرنا الطبيب بأنني مصابة بالسكري». من جانبها، تحدثت هلا العبيدي عن تجربتها مع مرض السكري في بريطانيا وكيف يتم التعامل مع مصاب السكري هناك، وبدأت باستقبال الطبيب وطاقم التمريض وكذلك فترة التنويم في المستشفى البالغة 15 يوماً، ومن ثم تعبئة استبيان للغذاء المفضل لوضع النظام الغذائي المناسب وكيفية توزيع الكربوهيدرات على الوجبة، وأهمية تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات، وتجربة انخفاض السكر وأعراضها وكيفية التعامل معها. وأوضحت أن المعلمة تحضر إلى المستشفى لمتابعة الدراسة لمدة ساعتين يومياً، وأضافت «وفد من جمعية أطفال السكري زارني وقدَّم لي هدايا وبطاقة عضوية لحضور جميع فعاليات الجمعية، بالإضافة إلى اشتراك في مجلة دورية خاصة بأطفال السكري، كما يتم صرف جميع الأدوية مجاناً، بالإضافة إلى خدمة توصيل الأنسولين للمنزل بواسطة سيارات مجهزة». وأضافت العبيدي «بعد يوم من خروجي من المستشفى زارتني أخصائية التثقيف الصحي للمنزل وأحضرت جهازاً لتحليل السكر مع أشرطة، بالإضافة إلى حقيبة خاصة بحفظ الأدوية ومتابعة حالتي شهرياً في المنزل، ومناقشة والدي ووالدتي عن أي تغييرات أو مشكلات طرأت في حالتي». وتابعت «أثناء إجازتي المرضية قامت أخصائية التثقيف الصحي بزيارة المدرسة وشرح حالتي بالتفصيل للمدير وطاقم التدريس وكيفية التعامل معي عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر، واستمرت الأخصائية بزيارة المدرسة كل ثلاثة أشهر للاطمئنان على حالتي والتأكد من أن المدرسة تقوم باللازم وبناء على زيارتها قامت المدرسة بوضعي في أول طابور الغداء مع اختيار أي صديقة معي ويتم اعطائي قطعة من الحلوى قبل حصص الرياضة لتجنب حدوث انخفاض أثناء الحركة وكذلك يتم تذكيري بتناول الوجبات الخفيفة كل ساعتين». إلى ذلك، أوضحت كبير اختصاصيات التثقيف الصحي بمستشفى الملك فهد التخصصي هويدا درويش، في ورقة عمل عن توعية أطفال السكري، أن التعليم والتوعية يُعدان مفتاح الحد من السمنة وداء السكري في الأطفال، مشيرة إلى توقعات منظمة الصحة العالمية بتضاعف نسبة الوفيات لمرضى السكري التي بلغت 3.4مليون وفاة في 2004م بحلول 2030 إلى ضعف العدد المذكور، مبينة أن المملكة العربية السعودية تُصنف ضمن الدول العشر ذات الأعلى في نسبة الإصابات بالسكري حول العالم حسب إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري. وذكرت بعض الأعراض التي تظهر على الطفل المحتمل إصابته بالسكري ومنها العطش الشديد، والتبول بكثرة الأرق، وفقدان الوزن، وأعراض الجفاف، مثل جفاف الجلد، أو جفاف الفم أو التعب والإرهاق، مبينة أن المملكة تسجل زيادة سنوية في أعداد المصابين بمرض السكري بنحو 150 ألف حالة مرضية جديدة سنوياً وبنسبة نمو 80% للفئة العمرية ما بين 20 و80 عاماً. وبينت أن المنطقة الشمالية هي أعلى المناطق إصابة بالسكري، مشيرة إلى أنه يتم بتر ستة آلاف قدم لمرضى مصابين بالسكري بشكل سنوي، وأن الإحصائية العالمية للاتحاد الفيدرالي للسكري التي صدرت في 14 نوفمبر2013 كشفت أن المملكة تصرف ما معدله ألف دولار سنوياً على المريض الواحد من مرضى السكري. وطالبت درويش الأمهات بالمحافظة على تناول الغذاء الصحي الجيد للطفل وكذلك ممارسة النشاطات الرياضية.