من سنن الكون التغير، وأن هذا الأمر لا يحدث إلا بعدة أسباب، قد تكون طبيعية ظاهرية أو انفجار مجسمات فضائية كاصطدام كوكب بآخر أو ربما اصطدام مجرتين لتشكل لنا مجرة جديدة بشموسها وكواكبها؛ ناهيك عن سر الانفجار الكبير هل هو محض صدفة؟ أم أمر طبيعي في تفجر الكون لبدء ولادة جديدة وفق قياسات فيزيائية دقيقة؛ برغم ذلك ما زال العلم الفيزيائي الكوني يبحث عن ماهية الانفجار وما وراءه فقبل مرحلة تاريخ البشر حدثت عدة تغيرات على سطح الأرض منها التغير الجغرافي والمناخي وانقراض الديناصورات وبعض الكائنات الغريبة وما زال (علم الأنثروبولوجيا الطبيعية) يبحث عن سبب تكوينها وعن سبب فنائها، مما استخلصت بعض النظريات الفيزيقية أن نتيجة هذا الفناء هو بقاء الإنسان المسيطر ذي العقل الأعلى على مستوى الكائنات للحفاظ على بقائه. ومع بدء الصراعات البشرية الأولى وانتهائها ولضرورة البقاء للأقوى، حكم هذا الإنسان في بداية بداوته بنشر شيء من الحرية أو لتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد قبيلته، لكن مع مرور الأزمنة انعدمت الحرية والعدالة، بدأ هذا الإنسان بالتغير والتغطرس، أقوياء يسارعون للسيطرة على بعض المياه والآبار؛ وذلك لسبب ندرتها ولأن الجفاف كارثة طبيعية. ولنتيجة هذه الصراعات انبثقت عدة دعوات إصلاحية حينما أدرك الإنسان البدائي ضرورة تغيير نمط معيشته؛ وفق دورة زمنية حداثية جديدة في إعادة الحرية والعدالة والبناء الاجتماعي ومحاربة الظلم والفساد بدعوات مثالية تأسست لنتيجة هذا الحدث بما يعرف نظام الدولة، ومازال الإنسان ليومنا هذا يعيش صراع التغير سواء مع نفسه أو مع مجتمعه حتى تطورت الصراعات للتنافس على الاقتصاد أو الحفاظ على الثقافة والهوية القومية. هذا باختصار ما آل إليه الإنسان منذ ظهوره عبر آلاف السنين وإلى يومنا هذا مستمر بظاهرة التغير. هنا نستنتج ونتساءل هل الإنسان متغير وفق إرادته المحضة، أم أن هناك مؤثرات طبيعية وهنا لا أقصد التغير البيولوجي لجسم الإنسان، وإنما أقصدهُ التكوين السوسيولوجي لظاهرة السكان والتجمعات البشرية وتفرقها في عدة أماكن جغرافية وما مدى ارتباط بعضها ببعض. قد يخطر على بالك بجوابٍ مطلق إن سبب التغير هو سلوك عقلي جمعي تصادف مع غالبية المجتمع ؛ حتى أثر على بقية الجماعات الأخرى البعيدة منها والقريبة كمثال: الحداثة الغربية وما مدى تأثيرها على المجتمعات الشرقية، ولكن جوابكَ عزيزي القارئ ليس كافياً، وإنما هو جزء من جواب. التغير الذي بدأ في الغرب هو نتيجة صراعات اجتماعية محضة ثورة ضد الكنيسة انتصر فيها العلم انتصاراً نسبياً، بعد عدة صراعات جدلية ديالكتيكية كادت أن تبيد المجتمع الأوروبي. والجزء المتبقي من الجواب هو ظاهرة التغير الكوني (ديالكتيك الكون وفق قوانينه الجدلية) وحدة التناقضات أو اصطدامها وهي كما أسلفنا التغير الكوني نتيجة اصطدام أو فناء نجوم وكواكب وربما حتى مجرات وربما نتيجة تمدد الكون وما مدى تأثيره من الانفجار الكبير الذي مازال ينفخ في الكون مما نتج تباعد المجرات عن بعضها البعض، إنها رحلة كونية فسيحة ومثيرة للجدل لها تأثير مباشر على سلوك الكائنات الطبيعية ومنها الإنسان، ومن هذا المنطلق لا غرابة لظاهرة الصراعات؛ ولك أن تختار أو تقتنع إن كان التغير الكوني هو السبب الأول أم لا، ولكن وفق الدراسات الفلسفية وخاصة في علم التنجيم تثبت صحة ذلك، ليس على المستوى الفردي وإنما الجمعي وليس على صعيد الأبراج والتنبؤ بالمستقبل؛ بل وفق حركة النجوم وانفجاراتها وما مدى وصول جاذبيتها وأثرها على كوكب الأرض وساكنيه ولا نخفض عن دوران شمسنا كل 11 عاماً حول ذاتها لتسير مع مجموعتها النجمية في مجرة درب التبانة الذي يضم ملايين النجوم وهذه واحدة من ملايين المجرات! في طرحنا هذا ينبثق جواب ثالث ويبدو متطفلا بعض الشيء وهو دور العِرق الجيني أي السلف السابق الذي عاش الصراعات وما مدى تأثيره على الجيل الحالي، يبدو الأمر معقدا ولكن لعل الجواب الراجح هو التغير الكوني .