باريس - أ ف ب - يعمل عالم الفلك الفرنسي فرانسوا بوشيه الذي يعنى بتفسير بلايين البيانات من القمر الاصطناعي «بلانك»، على تطوير جيل جديد من «الآلات التي تطرح أسئلة» بغية فهم أولى لحظات الكون وكيفية تطوره. القمر الاصطناعي «بلانك» الذي أطلق في أيار (مايو) 2009 لتحليل الإشعاعات الكونية (وهي الآثار الباردة التي تركها الكون من فترة نشأته) أظهر حتى الآن وجود آلاف الأجرام السماوية الباردة، وفقاً للنتائج الأولية التي نشرت الأسبوع الماضي. كيف تطور «الحساء الأولي» الذي نشأ قبل أكثر من 13 بليون سنة عند حصول الانفجار الكبير، لتكوين المجرات والنجوم والكواكب؟ لقد طرحت نظريات عدة، ف «بلانك» الذي يقيس الإشعاعات الكونية بدقة تفوق دقة سلفيه «كوبي» و «وماب» من المفترض أن «يسمح باستبعاد كل ما لا يتوافق مع البيانات الجديدة». ويوضح بوشيه الباحث من معهد الفيزياء الفلكية في باريس «نصنع آلة لطرح أسئلة وبطريقة ما فإن الكون نفسه يقول لنا: هذا ما لست عليه». وقام «بلانك» حتى الآن بمسحين كاملين للفضاء، وقاس تقلبات طفيفة جداً في الحرارة، في الإشعاعات الكونية شديدة البرودة (-270 درجة مئوية) التي تغمر الكون. هذه التقلبات من المفترض أن تكشف عن حالة الكون بعد 380 ألف سنة من الانفجار الكبير، عندما انبثق النور للمرة الأولى. ومن المتوقع صدور النتائج الكاملة في غضون سنتين أو ثلاث سنوات. ولتعزيز فهمنا لولادة الكون، يطور الباحث الفرنسي أداة جديدة تدعى «كوزميك اوريجينز اكسبلورر». هذا القمر الاصطناعي الذي سيطلق «بين عامي 2020 و2022» سيذهب «لرؤية ما لا يستطيع «بلانك» رؤيته بعد». يقول الباحث: «لماذا توجد مجرات ونجوم وكواكب؟ لا بد أن يكون هناك نقطة بداية لكل هذا». اعتباراً من القرن السابع عشر في أوروبا، كان التطور العلمي «مذهلاً: في غضون بضعة قرون، بدأنا نشهد مقاربة علمية لنشأة الكون». نظرية الانفجار الكبير التي أطلقت في النصف الأول من القرن العشرين أكدها في عام 1964 اكتشاف الإشعاعات الكونية التي تدل على ماض كثيف وحار جداً للكون. ومنذ نال بوشيه شهادة الدكتوراه في عام 1981، أثارت اهتمامه «التقلبات الأولية» التي مهدت السبيل لتشكيل مجرات مستقبلية، وهو موضوع كان لا يزال يعتبر «سرياً» في فرنسا.