لاتتفاجأ وأنت تقصد زيارة فصل المعلم تركي المحيسن في مدرسة ضمرة الجهني الابتدائية في بلدة القرين-شمال الأحساء- إذا رأيت طلابه نياماً، كل على طاولته، ويرددون بعده الآيات الكريمات من السور المقررة عليهم حفظها في الصف الثاني الابتدائي، فالحقيقة هم أيقاظ ٌويقلبهم معلمهم ذات اليمين وذات الشمال، في صف دراسي نموذجي، جهّزه المحيسن على حسابه الخاص. وعن هذه الطريقة يقول المعلم تركي ل”الشرق” إنها تستخدم في البرمجة اللغوية العصبية، في محاولة لتشغيل العقل اللاواعي عند الطالب، فعندما يغمض عينيه ويأخذ وضعية النوم-وهو في الحقيقة صاحٍ- يفرغ كل أحاسيسه للاستماع للآيات وكأنه يحفظها عن ظهر قلب، دون أن يُشغِل ذهنه أو يصرفه إلى مشتتات ثانية، وأضاف:”من خلال استخدامي لها، وأيضاً طرقاً أخرى، رأيت مدى نجاحها، وسهلت على التلاميذ حفظ السور المقررة”، موضحاً أن ثمة طريقة يستخدمها معهم، ومنها خفض الصوت ورفعه بين الفينة والأخرى، وكذلك تعمده في الخطأ لقراءة بعض الآيات، ومنها يتبن الطالب المتابع مِن غيره. ولم يقتصر المعلم تركي على مادة القرآن، بل تعداه إلى كل المواد التي يدرسها-باعتباره معلم صف-، فيستخدم في مادة “لغتي” أكثر من طريقة لتدريب الطلاب على القراءة والكتابة، وأول ما يدهش الزائر للصف هو حسن الترتيب والديكور الذي كلفه مبالغ بالآلاف. واختار المحيسن اسماً لصفه، مناسباً للمرحلة العمرية للطلاب، فتجد الاسم مكتوباً على الباب الخارجي”أنا صف المستقبل” وكتب بطريقة جذابة وإخراج جميل، ولاتستغرب إذا سمعته يخاطب طلابه بمسمى الوظيفة التي يحلم بها:”الدكتور محمد، المهندس علي، الطيار أحمد”. وفي الفصل أشياء كثيرة، وضعها المعلم تركي، لجذب الطلاب، وتهيئتهم، ومنها ” رائحة العطر الفواح التي تستقبل الزائرين من الدور الأرضي وحتى الطابق الرابع، وبراد ماء، وحقيبة إسعافية، وخزانات، وشماعة ملابس، وبروجكتر، وألعاب ترفيهية للتعزيز، وتواصلا مع أولياء الأمور خصص له موقعاً إلكترونياً (http://futureclass.info/)، وفيه جميع الأنشطة والبرامج التي يقدمها للطلاب، والواجبات الأسبوعية، وصورة كل طالب بلباس وظيفته المستقبلية، وجدول المراقبين اليومي، ونماذج المتابعة في المواد، وقال ل”الشرق” إنه لايريد من كل هذا الجهد سوى رضا الله تعالى، وما يميز المعلم تركي هو علاقته الحميمية مع الطلاب، وأولياء أمورهم، وهذا ما أكده مدير المدرسة يوسف الكبيسي الذي اعتبر المعلم تركي أنموذجاً فريداً من نوعه، وعلامة فارقة في التعليم. علاقة حميمية مع الطلاب ( تصوير- عبدالله السلمان)