تنزف بلادنا سنوياً 7000 وفاة، و39 ألف إصابة، بينها 2000 إعاقة مستديمة. وأمام هذه النتائج السوداء تؤكد الجهود الاستراتيجية الحكومية موقفها إزاء ما تعيشه الشوارع، وما يحدث فيها من مآسٍ، وما تُفرزه من تداعيات. وبرنامج السلامة المرورية الذي تبنّاه شخصياً نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وشاركت فيه مديرية مرور المنطقة الشرقية وشركة أرامكو السعودية؛ واحدٌ من المواجَهات الجادة لهذه المشكلة. وهو برنامج لا يعتني بأنشطته فحسب، بل يدعم كلّ برنامج مماثل قدر الإمكان. وتزامناً مع الحملة التي أطلقتها جمعية الأطفال المعاقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور تحت مسمى «يعطيك خيرها»، أكد البرنامج دعمه للحملة التي تواصل أعمالها على مدار الساعة عبر لجان متخصصة وفرق عمل وزيارات وعقد عدد من الاجتماعات والندوات والأبحاث بتركيز على التوعية في مجالات القيادة الآمنة وتوخي السلامة وتوعية المجتمع بوسائل السلامة وخطورة الحوادث المرورية عبر عدة رسائل توعوية وإعلامية عبر كل وسائل الإعلام، وقد لاقت الحملة أصداءً مميزة في المجتمع السعودي ولا تزال تواصل أعمالها. الأمين العام للجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية ومدير برنامج السلامة المرورية بأرامكو السعودية المهندس سلطان بن حمود الزهراني قال ل «الشرق» إن اللجنة تسعى إلى وضع الخطط اللازمة للتقليل من الحوادث المرورية والوفيات والإصابات الناتجة عنها، وبتكليف من سمو نائب أمير المنطقة، رئيس اللجنة تمّ تكوين اللجنة الفنية للسلامة المرورية برئاسة أرامكو السعودية، وبعضوية ممثل عن كل إدارة حكومية، وذلك لمتابعة تنفيذ استراتيجية السلامة المرورية للمنطقة الشرقية. كما أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية يولي هذا الموضوع جلّ اهتمامه ودائماً ما يوجه بضرورة تضافر الجهود والعمل على تقليل الحوادث المرورية وما تسببه من آثار اجتماعية واقتصادية. وأضاف الزهراني أنه تمّ تقديم استراتيجية شاملة للجنة مؤخراً. وتم اعتمادها من مقام وزارة الداخلية. ونفذت اللجنة عديداً من المشاريع والبرامج، التي من شأنها الحدّ من عدد الوفيات والإصابات والتوعية أحد هذه البرامج، حيث تتوقع اللجنة أنه عند تنفيذ هذه الاستراتيجية سيتم توفير قرابة ثمانية مليارات ريال على مدى العشر سنوات القادمة من تكلفة الحوادث ومن المشاريع التي يتم الإعداد لها، دراسة لحركة الشاحنات على الطرق السريعة في المنطقة الشرقية مولتها شركة أرامكو السعودية، حيث تمت ترسية المشروع على شركة عالمية ومن المؤمل الانتهاء منها خلال الأشهر الستة القادمة، حيث ستقدم الشركة حلولاً قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى للثلاثين سنة القادمة. كما تم تنظيم دخول الشاحنات إلى المدن من خلال لجنة برئاسة إمارة المنطقة الشرقية وتم تنفيذها على أرض الواقع. وثمّن الزهراني دعم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد رئيس لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية وحرصهما الدائم على التقليل من عدد الوفيات والإصابات الخطرة. كما أفاد الزهراني، بأنه بإمكان كل منطقة من مناطق المملكة باتباع النهج نفسه المتبع في المنطقة الشرقية، وذلك من خلال تأسيس لجنة للسلامة المرورية برئاسة أمير المنطقة أو نائبه وإعداد خطة للسلامة المرورية لمدة عشر سنوات للتصدي للحوادث المرورية وما تسببه من آثار اقتصادية واجتماعية. وأضاف: أعطت شركة أرامكو السعودية السلامة بشكل عام والسلامة المرورية بشكل خاص جلّ اهتمامها، وجعلتها من أهم المعايير التي يجب مراعاتها والتقيد بها بدقة من قبل الموظفين وأفراد عائلاتهم، إضافة إلى زوارها من خارج الشركة. ومن مظاهر اهتمام شركة أرامكو السعودية بالسلامة المرورية لمنسوبيها وزائريها: أسست أرامكو السعودية اللجنة في المنطقة مطلع عام 1430ه برئاسة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وعضوية أرامكو السعودية ومديري إدارات ثلاث عشرة جهة حكومية. ومن الجهات الحكومية المشاركة في عضوية اللجنة أمانتا الشرقية والأحساء، وفرع وزارة النقل، وشرطة الشرقية، وإدارة المرور والدوريات الأمنية، وأمن الطرق، وإدارة التربية والتعليم، والهلال الأحمر، والمديرية العامة للشؤون الصحية، وفرع وزارة الثقافة والإعلام، والمديرية العامة للدفاع المدني، والهيئة الملكية في الجبيل، وجامعة الدمام. وتهدف لجنة السلامة المرورية بمفهومها الواسع إلى تبنّي سلوك السلامة على الطرق من خلال وضع كل الخطط والبرامج التعليمية والهندسية والطبية واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية للحدّ من وقوع الحوادث المرورية أو منعها وضمان سلامة الإنسان وممتلكاته، والحفاظ على أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية، حيث حددت اللجنة ثلاثة عناصر أساسية للسلامة المرورية وهي: المركبة، الطريق، العنصر البشري. وأشارت إلى أهمية التأكد من بعض الأدوات في المركبة، والطرق والسائق، التي بدورها تكون سبباً في الحوادث المرورية، كذلك وسائل السلامة التي من الواجب توافرها. وتتكون اللجنة من أعضاء يمثلون الإدارات الحكومية المعنية مباشرة بالسلامة المرورية بالإضافة لعضوية شركة أرامكو السعودية، وتتمثل أهم مهام اللجنة في إعداد خطة استراتيجية للسلامة المرورية للمنطقة الشرقية وتنفيذها خلال الخمس سنوات القادمة، وتخفيض الخسائر في الأرواح والممتلكات إلى الحد الممكن، والتنسيق الكامل بين الجهات المعنية فيما يتعلق بتنفيذ الاستراتيجية. وتقدم استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة الشرقية حلولاً متكاملة للسلامة المرورية في المنطقة تشمل المحاور الأربعة التالية: قدمت اللجنة عديداً من الأعمال والمبادرات، تصب جميعها في تحسين مستوى السلامة المرورية، ومنها إعداد استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة واعتمادها من الجهات العليا، تبني جائزة سنوية للسلامة المرورية بعنوان «جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي»، إعداد حقيبة تعليمية لجميع الصفوف والمراحل لتدريب الطلبة بنين وبنات ابتداءً من مرحلة الروضة والتمهيدي إلى الصف الثالث ثانوي على أصول السلامة المرورية، إعداد ثلاث مسابقات للسلامة المرورية لمدارس البنين والبنات في المنطقة، وتم استهداف أكثر من 800 ألف طالب وطالبة، إنشاء الجمعية السعودية للسلامة المرورية، إنشاء لجنة أمهات وأهالي الضحايا في المنطقة الشرقية، عمل مسح وتدقيق ميداني لسلامة الطرق الرئيسة في المنطقة الشرقية ومعالجة بعض التقاطعات، التي تشهد كثافة مرورية واختناقات، تطوير وتدعيم مراكز السيطرة والتحكم للمرور وأمن الطرق في المنطقة الشرقية، تركيب لوحات إرشادية لبعض الطرق الرئيسة، تدريب وتأهيل كوادر الهلال الأحمر. إضافة إلى تنفيذ عديد من برامج التوعية في السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، منها إقامة ملتقيين للسلامة المرورية، تنفيذ حملات مكثفة لسلامة مستخدمي الدراجات ذات الأربع عجلات، رعاية أسابيع المرور للسنوات الثلاث الماضية، وضع ملصقات السلامة المرورية على حافلات النقل المدرسي، الاستفادة من مناسبات سباق الجري الخيري السنوي في إيصال رسائل للسلامة المرورية، ورعاية مسابقة كل يوم سيارة في قناة المجد الفضائية وإنتاج أكثر من 15 فيلماً ومقاطع توعوية عن السلامة المرورية، وتدريب أفراد المرور وأمن الطرق بدورات متقدمة عن التحقيق في الحوادث والإسعافات الأولية، كما تم إنشاء كرسي أرامكو السعودية للسلامة المرورية في جامعة الدمام وإنشاء أندية طلابية للسلامة المرورية بالجامعات والمعاهد في المنطقة الشرقية، وإنشاء حدائق للسلامة المرورية، حيث تم الانتهاء من إنشاء حديقة واحدة والعمل جارٍ لإنشاء حديقتين آخريين بالتعاون مع أمانتي الشرقية والأحساء ورعاية حملة «يعطيك خيرها». وكذلك تحسين وسائل السلامة حول بعض المدارس، وتشمل المخارج والمداخل ومواقف السيارات وعبور الطلبة من وإلى المدارس.